في ظل تزايد الغموض الذي يحيط بالاقتصاد العالمي، من تضخم غير متوقع، إلى اضطرابات جيوسياسية وتراجع في أداء بعض العملات الكبرى، عاد الذهب إلى واجهة الاهتمام الاستثماري، ليس فقط كملاذ آمن كما كان يُنظر إليه تقليديًا، بل كعنصر رئيسي في إدارة المخاطر وتنويع المحافظ الاستثمارية.

اقرأ كمان: خبير اقتصادي يؤكد أن الترع المصرية كنز مهمل يمكن استغلاله كمصدر للطاقة والغذاء والتنمية المستدامة
لكن يبقى السؤال الأهم لدى كثير من المستثمرين والأفراد على السواء: هل الوقت مناسب الآن لشراء الذهب؟ ينشر لكم موقع نبأ مصر في السطور التالية كافة التفاصيل
شراء الذهب ركيزة استراتيجية في ظل هشاشة النظام المالي العالمي
كشف تقرير حديث صادر عن بنك UBS الاستثماري السويسري أن الذهب في عام 2025 لم يعد يُنظر إليه كأصل “طارئ” يُلجأ إليه وقت الأزمات فقط، بل أصبح عنصرًا دائمًا ضمن الخطط الاستثمارية طويلة الأجل.
اقرأ كمان: سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 30 يونيو 2025 مع تراجع طفيف في بعض البنوك
ويشير التقرير إلى أن الاحتفاظ بالذهب لم يعد يهدف فقط إلى الحماية من التذبذبات قصيرة المدى بل أصبح ضرورة استراتيجية في ظل هشاشة النظام المالي العالمي.
لماذا يقبل المستثمرون على شراء الذهب الآن؟
بحسب المسح السنوي للبنوك المركزية، الذي يجريه مجلس الذهب العالمي، فإن العوامل الأساسية التي تدفع كبار المستثمرين إلى شراء الذهب تشمل:
- 1- أداؤه الثابت في أوقات عدم اليقين
- 2- قدرته على الاحتفاظ بالقيمة على المدى الطويل
- 3- دوره الفعال في تنويع المحافظ وتقليل المخاطر
ولعل أحد أبرز المؤشرات على هذا التحول هو استمرار البنوك المركزية وصناديق الاستثمار في شراء الذهب، مما يشير إلى ثقة مؤسسية متنامية في المعدن الأصفر، حتى في ظل ارتفاع أسعاره.
السعر المستهدف إلى أين يتجه سعر شراء الذهب؟
وفقًا لتقديرات UBS، يتوقع أن يصل السعر المستهدف للذهب إلى 3800 دولار للأوقية في الفترة المقبلة، مدفوعًا بعدة عوامل، منها:
- 1- تراجع الثقة في الدولار الأمريكي نتيجة السياسات الاقتصادية المتقلبة للإدارة الأمريكية
- 2- استمرار البنوك المركزية في زيادة احتياطاتها من الذهب على حساب العملات الأجنبية
- 3- تنامي الطلب الاستثماري على الذهب وسط ضعف أداء الأسهم والسندات في بعض الأسواق الكبرى
خيارات استثمارية جديدة
لم يعد الاستثمار في الذهب يقتصر على شراء السبائك فقط، ففي ظل التغيرات في الأسواق، ينصح الخبراء بالنظر في أدوات استثمار بديلة، مثل:
- 1- سندات شركات تعدين الذهب، والتي تحقق عوائد تصل إلى 6%، مدعومة بتحسن مراكزها المالية بفضل التدفقات النقدية القوية
- 2- الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) المرتبطة بالذهب، والتي توفر سيولة أكبر وتحوطًا متنوعًا
- 3- المعادن المرتبطة بالذهب، مثل الفضة والبلاتين، والتي غالبًا ما تتحرك في نفس الاتجاه مع الذهب ولكن بوتيرة مختلفة
الوقت المناسب لشراء الذهب
رغم التوقعات الصاعدة لسعر الذهب، إلا أن الخبراء يشددون على أهمية التوقيت والاستراتيجية، حيث يُنصح:
- أولا: بالشراء التدريجي (Dollar-Cost Averaging) لتقليل أثر تقلبات السعر
- ثانيا: بعدم تخصيص أكثر من 10-15% من المحفظة للذهب، حسب أهداف المستثمر
- ثالثاً: بالدمج بين الذهب المادي والأدوات الاستثمارية المرتبطة به لتحقيق توازن في السيولة والعوائد
في ظل الغموض الاقتصادي وتراجع الثقة في العملات التقليدية، يبدو أن الذهب بات يلعب دورا محورياً في إدارة الثروات والاستثمارات، ولم يعد مجرد “مخزن للقيمة” وقت الأزمات.
ومع توقعات ارتفاع الأسعار واستمرار الطلب المؤسسي، فإن الوقت الحالي قد يكون ملائما للشراء، لكن وفق خطة مدروسة واستراتيجية تنويع شاملة.
تعليقات