لعبة الحبار (الموسم 3)، التي أُطلقت عبر منصة نتفليكس يوم 27 يونيو 2025، لم تكن مجرد فصل جديد في سلسلة من الإثارة والتشويق، بل كانت ختامًا ملحميًا لمسيرة درامية أسرت العالم منذ انطلاقها.

من نفس التصنيف: أحمد السقا تحت التحقيق بعد بلاغ من طليقته مها الصغير.. تفاصيل القصة كاملة
ومع صدور الموسم الأخير، اتجهت أنظار الجماهير والنقاد على حد سواء إلى تقييم مصير الشخصية المحورية “سونغ جي هون”، والتساؤل: هل وفّى الموسم الثالث بوعوده، أم أنه خذل جمهوره الذي انتظره بشغف؟
لعبة الحبار (الموسم 3).
لعبة الحبار (الموسم 3): مفاجآت قاتلة في جولة الوداع
جاءت الحلقات الستة مشحونة بالتوتر والعنف والقرارات الأخلاقية القاسية، حيث عاد البطل سونغ جي هون إلى الساحة، وهذه المرة ليس كلاعب فقط، بل كمتمرد يسعى لهدم النظام من الداخل.
وفي ظل تصاعد الرهانات، وعودة وجوه مألوفة، وظهور خيانات جديدة، دخل المتسابقون مرحلة أكثر دموية، تضمنت ألعابًا محدثة أبرزها “الغميضة القاتلة” و”جسر الحبل”، في تحوّل نحو مستوى جديد من الوحشية.
60 مليون مشاهدة في 3 أيام.. أرقام قياسية منذ اللحظة الأولى
لم يخيب الموسم الثالث التوقعات من حيث نسب المشاهدة، خلال أول 72 ساعة فقط، حصد العمل أكثر من 60.1 مليون مشاهدة، بإجمالي ساعات مشاهدة بلغت 368.4 مليون ساعة، متفوقًا بذلك على الجزء الثاني.
وتمكن من تصدر قائمة الأعلى مشاهدة في 93 دولة حول العالم، بينها كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة، الإمارات، اليابان، ولبنان.
وتعد هذه الأرقام شهادة جديدة على أن المحتوى غير الناطق بالإنجليزية بات يفرض نفسه بقوة على منصات البث العالمية، وعلى رأسها نتفليكس.
لعبة الحبار (الموسم 3).
مقال له علاقة: متى يبدأ عرض الموسم السابع من مسلسل المؤسس عثمان وأحدث ترددات القنوات العربية والتركية الناقلة؟
نهاية الموسم.. التضحية والمصير
في لعبة الحبار (الموسم 3)، تصل الحكاية إلى ذروتها بقرار مصيري من البطل “جي هون”، الذي قرر التضحية بنفسه في واحدة من أكثر اللحظات إثارة للجدل، بهدف إنقاذ طفل رضيع تم الزج به في إحدى الألعاب، ضمن حبكة صنفت بأنها “استفزازية” و”رمزية” في آنٍ واحد.
النهاية لم تكن متوقعة للكثيرين، لكنها أكدت على الرسائل الأخلاقية المعقدة التي حملها العمل منذ بدايته، حول الجشع، والسلطة، والاختيارات تحت الضغط.
الرؤية الإخراجية والميزانية الضخمة
حافظ المخرج الكوري هوانغ دونغ هيوك، مبدع العمل، على توقيعه البصري في الجزء الثالث، وإن بدا أكثر ميلًا إلى مشاهد الحركة المباشرة والدراما التقليدية مقارنة بالموسمين السابقين.
جدير بالذكر أن نتفليكس خصصت ميزانية ضخمة بلغت 100 مليار وون كوري (نحو 75 مليون دولار أمريكي) لإنتاج هذا الموسم، ما انعكس على جودة التصوير، والمؤثرات، وتصميم الألعاب.
لعبة الحبار (الموسم 3).
انقسام بين النقاد والجمهور.. 81% تقييم إيجابي للنقاد
رغم النجاح الجماهيري، لم يسلم الموسم من الانتقادات، إذ انقسمت الآراء بين من رأى أنه ختام يليق بالعمل، وبين من وصفه بالاستعراض الفارغ.
الغارديان انتقدت النهاية باعتبارها “مبالغًا فيها من الناحية الدرامية”، فاينانشيال تايمز أشادت بالنبرة القاتمة لكنها لامت غياب الفكاهة السوداء، ومجلة تايم أثنت على الأداء التمثيلي والتحولات العاطفية المدروسة.
على موقع Rotten Tomatoes حصل الموسم على تقييم نقدي إيجابي بنسبة 81%، بينما لم يمنحه الجمهور أكثر من 51%، ما يعكس فجوة واضحة في التلقي.
انتقادات خاصة بتقنية CGI
أحد أكثر المواضيع إثارة للجدل في لعبة الحبار (الموسم 3) كان إدخال شخصية الطفل الرضيع باستخدام تقنية CGI، والتي وُصفت بأنها “غير مقنعة بصريًا” و”مزعجة”، وهو ما أثار موجة من التعليقات الساخرة على منصات التواصل الاجتماعي، وطرح تساؤلات حول حدود الواقعية المقبولة في الأعمال الدرامية.
توسع في عالم “لعبة الحبار”.. ماذا بعد الجزء الثالث؟
على الرغم من إعلان نتفليكس أن لعبة الحبار (الموسم 3) هو الفصل الأخير في القصة الأصلية، فإن الشبكة أكدت استمرار توسيع عالم العمل، عبر:
إطلاق موسم جديد من برنامج الواقع “Squid Game: The Challenge”، دراسة إنتاج نسخة أمريكية من العمل بإشراف المخرج الشهير ديفيد فينشر
استعداد المخرج هوانغ دونغ هيوك للمشاركة في مشاريع مشتقة مستقبلًا، دون نيّة العودة إلى القصة المحورية للبطل جي هون.
لعبة الحبار.. ظاهرة ثقافية أم منتج تجاري؟
منذ انطلاقه في 2021، شكل مسلسل لعبة الحبار ظاهرة اجتماعية وثقافية تجاوزت حدود الترفيه، إذ ألهم ملايين المتابعين حول العالم وأثار نقاشات حول الأخلاق، والطبقية، والنجاة في عالم رأسمالي لا يرحم.
لكن مع اختتام الموسم الثالث، يطرح السؤال نفسه: هل نجح العمل في الحفاظ على روح البداية؟ أم سقط في فخ التضخيم والاستثمار التجاري؟
الإجابة ليست بسيطة، فقد جمع الموسم الأخير بين النضج السردي والإثارة الحركية، لكنه خسر بعضًا من خصوصيته وجرأته الرمزية، وهو ما أشار إليه كثير من النقاد.
خلاصة: نهاية قوية رغم الجدل
رغم كل الجدل، يظل لعبة الحبار (الموسم 3) ختامًا جديرًا بالسلسلة التي غيّرت مفهوم الأعمال التلفزيونية على المنصات الرقمية.
سواء كنت من محبي الحبكة الذكية أو من عشاق التحديات الدموية، فإن هذا الموسم يمنحك جرعة مشبعة من الدراما والأكشن والإثارة النفسية.
وإذا كان وداع “جي هون” مؤلمًا، فإنه يؤكد مرة أخرى أن لعبة الحبار لم تكن مجرد لعبة، بل مرآة قاسية لواقع أكثر قسوة.
تعليقات