استدعى المجلس الأعلى للإعلام الممثل القانوني لقناة «ON E»، بسبب ما تم عرضه في إحدى حلقات برنامج «معكم منى الشاذلي» الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي، حيث تم عرض لوحات فنية نُسبت إلى الإعلامية مها الصغير، لكن اتضح لاحقًا أنها من أعمال فنانة تشكيلية دنماركية.
أعلنت لجنة الشكاوى برئاسة الإعلامي عصام الأمير، وكيل المجلس، عن استدعاء الممثل القانوني لقناة ON E لجلسة استماع رسمية، بناءً على ما رصدته الإدارة العامة للرصد الإعلامي برئاسة المهندس خالد عبدالعزيز.
وأكدت اللجنة أن الاستدعاء جاء بسبب عرض البرنامج لأعمال فنية دون التأكد من حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها، مما يعد انتهاكًا للقواعد المنظمة للبث الإعلامي ويثير تساؤلات قانونية وأخلاقية.
ترجع بداية الأزمة إلى حلقة من برنامج «معكم منى الشاذلي» التي تم عرضها مطلع يونيو 2025، حيث ظهرت فيها الإعلامية مها الصغير ضيفة على البرنامج، وأشارت خلال الحوار إلى موهبتها في الرسم، وعُرضت لوحة بعنوان «صنعت لنفسي بعض الأجنحة»، مع الإشارة ضمنًا إلى أنها من إبداعها.
لاحقًا، خرجت الفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسون عن صمتها، ونشرت عبر حسابها الرسمي على إنستغرام منشورًا كشفت فيه أن اللوحة المعروضة تخصها، وتم رسمها عام 2019، وأنها فوجئت باستخدامها على شاشة البرنامج دون إذن أو ذكر اسمها.
وقالت ليزا: «ليس من الجيد أن تأخذ العمل الذي عمل عليه آخرون بجهد ووقت واستخدامه للترويج لنفسك دون حتى نسبه لصاحبه، هذا ليس فقط انتهاكًا للقانون، بل أيضًا انتهاك لاحترام الفنان».
تحت وطأة الضغط الجماهيري والإعلامي، خرجت مها الصغير بتعليق رسمي على صفحتها الشخصية على “فيسبوك”، اعترفت فيه بالخطأ وقالت بنص واضح: «أنا غلطت، غلطت في حق الفنانة الدانمركية ليزا، وفي حق كل الفنانين، وفي حق المنبر اللي اتكلمت منه، والأهم غلطت في حق نفسي، مروري بأصعب ظروف في حياتي لا يبرر لي ما حدث، أنا آسفة وزعلانة من نفسي».
ورغم نبرة الاعتذار، لم يُعلن حتى الآن عن أي خطوات قانونية من جانب مها الصغير أو إدارة البرنامج تجاه تصحيح الوضع.
في وقت سابق، نشرت الصفحة الرسمية لبرنامج “معكم منى الشاذلي” بيانًا مقتضبًا عبر فيسبوك جاء فيه: «اللوحة من إبداع الفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسون، نحترم المبدعين الحقيقيين ونقدر إبداعاتهم الأصلية في كل المجالات».
لكن الرد لم يتضمن اعتذارًا صريحًا أو إعلانًا عن إجراءات تصحيحية أو توضيحًا لموقف القناة، مما دفع المجلس الأعلى للإعلام للتدخل وفتح تحقيق رسمي.
قانون حماية حقوق الملكية الفكرية في مصر، واتفاقية “برن” الدولية، التي انضمت لها الدولة منذ سنوات، تنص بوضوح على تجريم استخدام الأعمال الفنية دون إذن أو توثيق أو ذكر صاحب العمل، حتى لو كان الاستخدام غير تجاري، مما يجعل من الضروري أن تُراجع القنوات الإعلامية والمحتوى المقدم على الشاشات مدى التزامه بالمعايير الأخلاقية والقانونية.