في زمن تتزايد فيه حالات الغش التجاري وتنتشر الأسواق الشعبية غير المراقبة، أصبح التحقق من جودة الذهب مسألة تشغل بال كثير من الناس، خاصة مع ارتفاع أسعاره وتحول المجوهرات إلى وسيلة استثمارية.
بينما تعتمد المعامل على أجهزة دقيقة واختبارات علمية، يلجأ المواطن العادي إلى طرق منزلية، من أبرزها: اختبار الذهب بالملح
فهل هذه الطريقة فعالة حقًا؟ وهل يمكن الاعتماد عليها في كشف الغش؟ ينشر لكم موقع نبأ مصر في السطور التالية كافة التفاصيل.
اختبار الذهب باستخدام الملح والماء يعد من الطرق المنزلية التي انتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ويزعم أنها تساعد على الكشف عن الذهب المزيف أو المطلي، وتعتمد الفكرة على تفاعل بعض المعادن مع الماء المالح بمرور الوقت.
اختبار الذهب بالملح.. هل تكشف الخدع البسيطة المعادن الحقيقية.
يقول المهندس الكيميائي د. حسن عبد المقصود: “الذهب معدن نبيل لا يتأكسد بسهولة ولا يتفاعل مع الماء أو الملح، لذلك لا يتأثر بالاختبار، أما المعادن الرخيصة مثل الحديد أو النحاس المطلي بالذهب فقد تتفاعل مع الماء المالح وتُظهر علامات التآكل”
ويحذر من الاعتماد على هذه الطريقة كمصدر وحيد للتحقق حيث قال: “قد تخدعك القطعة إذا كانت مطلية بطبقة سميكة من الذهب، فلن يظهر التآكل بسرعة، وستظن أنها ذهب حقيقي”
يقول “محمود الحلواني”، صاحب محل ذهب في منطقة الصاغة بالقاهرة: “الاختبارات المنزلية مثل الملح أو الليمون أو الخل قد تنجح مع القطع الرديئة، لكنها لا تكشف الذهب المطلي الجيد، الزبون العادي مش هيفرق بسهولة، ولازم دايمًا يرجع للصايغ أو الفحص بالليزر”
ويضيف أن التجار الموثوقين غالبًا ما يقدمون شهادة فحص أو ختم رسمي من مصلحة الدمغة.
وتروي السيدة “وفاء.ع”، وهي من محافظة الشرقية، تجربتها مع الذهب المغشوش قائلة: “اشتريت إسورة من محل في السوق، وكنت شاكّة فيها، عملت اختبار الملح وبعد يوم لقيت لونها غامق، وبدأ يظهر الصدأ، وديتها لصايغ، وقالّي دي نحاس مطلي”
وتضيف: “ربنا ستر، كنت ناوية أشتري طقم كامل بنفس المكان، لكن الاختبار أنقذني”
اختبار الذهب بالملح قد يكون وسيلة أولية تنبهك لوجود شيء غير طبيعي، لكنه ليس حلاً مضمونًا ولا يمكن أن يحل محل الأجهزة المتخصصة أو شهادة الدمغة.
وفي ظل انتشار الغش، يبقى الخيار الأكثر أمانًا هو الشراء من مصدر موثوق، وطلب فاتورة مختومة وضمان رسمي.