استكشاف الأعمال الفنية التي تناولت موضوع الحماة المتسلطة.. من «حماتي قنبلة ذرية» إلى سلوى محمد علي في «فات الميعاد»
تجسدت شخصية الحماة المتسلطة بقوة في الأعمال الفنية المصرية والعربية خلال السنوات الأخيرة، حيث ازدادت تسليط الأضواء على المشكلات الزوجية الناتجة عن تدخل الأمهات في حياة الأبناء.

من نفس التصنيف: دنيا سمير غانم تتألق في دور بودي جارد.. تعرف على موعد عرض فيلم روكي الغلابة 2025
ومع عرض مسلسل «فات الميعاد»، عاد النقاش حول هذه الشخصية المعقدة، خاصة بعد الأداء المميز للفنانة سلوى محمد علي، التي قامت بدور الحماة المتسلطة التي تتحكم في أدق تفاصيل حياة ابنها وزوجته.
ظهور هذه النماذج في الدراما ليس جديدًا، بل يمتد لعقود من الأعمال الفنية التي جعلت من شخصية الحماة المتسلطة عنصرًا دراميًا رئيسيًا يعكس واقعًا تعيشه العديد من الأسر.
الحماة المتسلطة في مسلسل «فات الميعاد»
استطاع المسلسل أن يُجدد طرح قضية الحماة المتسلطة بطريقة معاصرة، من خلال شخصية الأم التي تلعبها سلوى محمد علي، والتي تفرض سيطرتها على ابنها، وتضغط على زوجته حتى تنهار العلاقة.
قدمت سلوى الدور ببراعة، مما جعل الكثيرين يرون فيه تجسيدًا حقيقيًا لما يحدث في العديد من البيوت، خاصة في المجتمعات الشرقية التي تُعلي من شأن الأم وتمنحها صلاحيات غير محدودة حتى بعد زواج أبنائها.
مسلسل فات الميعاد.
علقت الناقدة الفنية ماجدة خير الله على أداء سلوى محمد علي قائلة: “هايلة في الدور.. وعملته بشكل بديع وبدون ما تبقى كاريكاتير، دي أم مصرية جدًا ومتسلطة جدًا.. وكلنا عارفين واحدة زيها”
شوف كمان: إيرادات فيلم أحمد وأحمد تتصدر شباك التذاكر مع دمج الكوميديا والأكشن من أحمد السقا وأحمد فهمي
مسلسل فات الميعاد.
أيقونات «الحماة المتسلطة» على الشاشة
منذ عقود، ظهرت شخصية الحماة المتسلطة في أعمال فنية شكلت وعي الأجيال حول صورة “الحماة”، وارتبطت في الذاكرة بعدد من الأسماء والمشاهد:
ماري منيب: الأيقونة الأبرز، التي رسّخت صورة الحماة في ذهن الجمهور، من خلال أفلام مثل «حماتي قنبلة ذرية» و«الحموات الفاتنات»، بعباراتها الشهيرة مثل “مدوباهم اتنين”
نعيمة الصغير في «الشقة من حق الزوجة»، حيث أدت دور الحماة التي تسببت تدخلاتها المتكررة في طلاق ابنتها، مما جعل الدور نموذجًا واقعيًا لقوة تأثير الحماة على استقرار الأسرة.
هدى سلطان في «الوتد» بدور «فاطمة تعلبة»، جسدت الحماة الصارمة التي تسيطر على البيت بقوة، وتمزج بين الشدة والحكمة، وهو ما أعجب المشاهدين رغم قسوتها.
عبلة كامل في «حديث الصباح والمساء»، قدمت نموذج الأم المتدخلة التي لا تترك قرارًا لأبنائها دون أن تفرض رأيها.
سميحة أيوب في «الضوء الشارد»، بدور الأم الأرستقراطية التي ترى نفسها فوق الجميع، ولا تسمح لأي امرأة بالاقتراب من ابنها دون رقابتها الشديدة.
الحماة في الدراما الحديثة.. بين التسلط والواقعية
في السنوات الأخيرة، تطورت صورة الحماة في الدراما، لتأخذ أبعادًا أكثر واقعية، بعيدًا عن الكاريكاتير القديم، ومن أبرز النماذج:
رجاء الجداوي في «يوميات زوجة مفروسة أوي»، حيث رصدت شخصية الحماة التي تتدخل بنعومة أحيانًا، وبحدة في أحيان أخرى.
سهير المرشدي في «أماكن في القلب»، قدمت حماة تقليدية ترفض التجديد، وتفرض رؤيتها القديمة على الجيل الجديد.
إنعام سالوسة في «سلسال الدم»، ظهرت كحماة طيبة أحيانًا، ولكنها مزعجة ومتطفلة في أحيان أخرى.
صفاء الطوخي في «أبو العروسة»، حيث برزت كحماة واقعية جدًا، تتدخل دون قصد أحيانًا، لكنها تسبب توترًا دائمًا.
هالة صدقي في «جعفر العمدة»، قدمت شخصية الأم المسيطرة صاحبة الكلمة الأخيرة، التي ترى أن كل شيء يجب أن يتم بموافقتها.
لماذا تنجح هذه الشخصيات في جذب الجمهور؟
يكمن سر نجاح هذه الأدوار في اقترابها الشديد من الواقع، فشخصية الحماة المتسلطة لا تزال قائمة في العديد من البيوت، وتؤثر بشكل مباشر على حياة الأبناء وزوجاتهم.
يتفاعل الكثير من المشاهدين مع هذه الشخصيات إما بالتأييد أو بالرفض، لكن لا أحد يستطيع تجاهل تأثيرها.
هذا النوع من الشخصيات يمنح الممثلات فرصة كبيرة لإظهار قدراتهن في أداء مركب يجمع بين الكوميديا والدراما والغضب والدموع.
دور الدراما في تقديم حلول غير مباشرة
رغم أن كثيرًا من الأعمال الدرامية قدمت الحماة كشخصية سلبية، إلا أن بعضها حاول طرح حلول غير مباشرة، من خلال تطور الشخصية داخل السياق، وتحولها من شخصية متسلطة إلى أم أكثر تفهمًا.
وهذا ما يسعى مسلسل «فات الميعاد» إلى طرحه، إذ يمنح الشخصيات فرصة للمراجعة والنمو، خاصة في ظل الأزمات العائلية الكبرى.
تعليقات