البورصة المصرية تسجل تراجعات حادة بسبب ضغوط بيع من المؤسسات وسط تزايد الضبابية الاقتصادية

شهدت البورصة المصرية تراجعات جماعية حادة في ختام تعاملات جلسة اليوم، وذلك نتيجة لموجة بيع مكثفة من المؤسسات وصناديق الاستثمار المحلية والأجنبية، حيث تصاعدت حالة القلق بين المستثمرين جراء الضبابية الاقتصادية المتزايدة على المستويين الإقليمي والعالمي.

البورصة المصرية تسجل تراجعات حادة بسبب ضغوط بيع من المؤسسات وسط تزايد الضبابية الاقتصادية
البورصة المصرية تسجل تراجعات حادة بسبب ضغوط بيع من المؤسسات وسط تزايد الضبابية الاقتصادية

وأفادت مصادر في سوق المال بأن موجة التراجع جاءت نتيجة توجه المحافظ الكبرى لتقليص المخاطر، في ظل ترقب القرارات المرتقبة بشأن أسعار الفائدة المحلية، وما قد تفرزه من تأثيرات على السيولة داخل السوق، بالإضافة إلى استمرار الحرب التجارية بين القوى الكبرى، وتذبذب أسعار الطاقة، وتباطؤ سلاسل الإمداد العالمية.

وخسر المؤشر الرئيسي للبورصة EGX30 جزءًا كبيرًا من المكاسب التي حققها منذ بداية الربع الثاني من العام، حيث تأثر بعمليات بيع مكثفة تبنتها المؤسسات لمواجهة ضغوط تضخمية داخلية وتحديات سعر الصرف، فضلًا عن تقلبات الأسواق العالمية والتوترات الجيوسياسية.

في المقابل، أبدى المستثمرون الأفراد وبعض فئات المستثمرين العرب والأجانب غير المؤسسيين ميولًا شرائية انتقائية، حيث تركزت هذه الميول على أسهم قطاعات دفاعية مثل الأغذية والرعاية الصحية، مدفوعة بتقييمات سعرية مغرية وتوقعات إيجابية بنتائج أعمال النصف الأول من العام.

ترقب نتائج الأعمال وتحركات السياسة النقدية

وينتظر المتعاملون في السوق الإفصاح عن نتائج أعمال الشركات المدرجة عن النصف الأول من 2025، والتي يُرجَّح أن تلعب دورًا محوريًا في توجيه حركة السوق خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع ترقب القرارات المرتقبة للبنك المركزي المصري بشأن أسعار الفائدة، في ضوء المتغيرات الاقتصادية الكلية والتدفقات النقدية الأجنبية.

السوق يتجه نحو استراتيجيات دفاعية وتحفظية

ويرى محللون أن أداء السوق يعكس تحولًا ملحوظًا نحو الاستراتيجيات الدفاعية في ظل تراجع شهية المخاطرة، ومحاولة المستثمرين التكيف مع التغيرات الهيكلية في الاقتصاد العالمي.

وتبقى مستويات الدعم الفنية للمؤشرات محل متابعة دقيقة، حيث يحذر بعض المحللين الفنيين من احتمال استمرار الحركة التصحيحية على المدى القصير ما لم تظهر محفزات قوية مثل تحسن البيانات الاقتصادية أو تدفق سيولة مؤسسية جديدة.