منذ اندلاع ثورة 30 يونيو عام 2013، شهدت مصر موجات متتالية من الصعود، حيث عكست هذه التحولات الاقتصادية المحلية والعالمية، وأصبحت البلاد ملاذًا استثماريًا رئيسيًا في ظل الأزمات السياسية والتضخم المتصاعد، وارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري.
في أعقاب الثورة، تراوح سعر جرام الذهب عيار 21 عند حدود 350 جنيهًا، ولكن سرعان ما بدأت الأسعار ترتفع تدريجيًا، خاصة مع تعويم الجنيه المصري في نوفمبر 2016، لتقفز أسعار الذهب بنسبة تقارب 37% خلال الفترة من 2016 إلى 2020، من 500 جنيه إلى 685 جنيهاً للجرام، مما يعكس زيادة قدرها 185 جنيهًا.
مع تفشي جائحة “كوفيد-19”، ارتفع الإقبال العالمي على الذهب كملاذ آمن، وسجل الذهب في مصر قفزة جديدة بنسبة 31.4%.
ارتفع السعر من 685 جنيهًا إلى نحو 900 جنيه للجرام، أي بزيادة 215 جنيهًا في أقل من عامين.
خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وخاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، واصل الذهب ارتفاعه في السوق المصري.
ارتفع السعر من 900 جنيه إلى 1240 جنيهاً للجرام عيار 21 حتى منتصف 2022، ثم تخطى هذا الرقم في 2025 ليصل إلى مستويات تجاوزت 3000 جنيه للغرام في بعض الفترات.
جاءت هذه الارتفاعات المتوالية بدعم من ضعف العملة المحلية أمام الدولار، واستمرار المخاوف من التضخم وارتفاع أسعار الفائدة عالميًا، فضلًا عن الاتجاه المتزايد نحو الاستثمار في الذهب.
عند مقارنة أداء الذهب منذ عام 1985 وحتى 2022:
في السوق العالمية، ارتفع سعر الذهب مؤخرًا إلى أكثر من 3374 دولارًا للأوقية، وسط تصاعد المخاوف الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران، وميل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتثبيت أسعار الفائدة مؤقتًا.
كما قال محلل الأسواق فؤاد رزاق زاده: “نشهد تدفقات آمنة إلى الذهب، وهو أمر غير مفاجئ بالنظر إلى تصاعد التوترات”
وفقًا للبيانات، من استثمر 1000 دولار في الذهب عام 2015 حين كان سعر الأوقية 1158 دولارًا، بلغت قيمة استثماره اليوم نحو 2510 دولارات، مما يعادل عائدًا سنويًا متوسطًا يبلغ 15.1%.
بينما تفوق مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” من حيث العائد بنسبة 17.4%، إلا أن الذهب يظل خيارًا مفضلًا للتحوط ضد الأزمات، بخاصة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي أو انهيار العملات.
رغم استقرار نسبي في بعض فترات 2025، إلا أن التوقعات تشير إلى إمكانية تجاوز سعر الأوقية حاجز 3,500 دولار، مدفوعًا بعوامل مثل:
في الوقت الذي لا تزال فيه الأسواق تعاني من تقلبات كبرى، يقدم الذهب قصة صعود لا تتوقف في مصر منذ ثورة 30 يونيو، ليصبح رمزًا للنجاة من التآكل النقدي والاستثمار الآمن في فترات الشك.