مع ارتفاع أسعار الذهب وزيادة الإقبال على استبدال الذهب القديم بالجديد، تظهر فتاوى شرعية تحذر من بعض المحاذير المتعلقة بهذه المعاملات، خاصة إذا شابها زيادة في الوزن أو فرق نقدي.

ممكن يعجبك: سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 28 مايو 2025 يشهد تراجعًا ملحوظًا في جميع البنوك
فما هو الحكم الشرعي في هذه الحالات؟ وكيف يمكن للمسلم تجنب الوقوع في الربا؟ وما هي الفتوى الرسمية الصادرة عن دار الإفتاء المصرية؟ سنجيب على كل هذه التساؤلات في هذا التقرير.
ما هي كفارة بيع الذهب بالذهب؟
تعتبر صفقة الذهب عملية تبادل تتم بين طرفين، حيث يقدم أحدهما كمية من الذهب ويأخذ في المقابل كمية أخرى، سواء كانت قديمة أو جديدة.
عادةً ما تصاحب هذه المعاملة زيادة في الوزن أو دفع فرق نقدي، مما يثير تساؤلات شرعية حول مدى مشروعيتها.
ثانيًا: ما هو الحكم الشرعي؟ وهل هو محرم؟
للإجابة عن سؤال: ما هي كفارة بيع الذهب بالذهب؟ يجب توضيح أن هذا النوع من المعاملات يدخل ضمن نطاق الربا المحرم شرعًا، وهو ما أجمعت عليه المؤسسات الدينية المعتمدة مثل دار الإفتاء المصرية وهيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف
فبيع الذهب بالذهب مع وجود زيادة في الوزن أو النقد يعد من الربا البيِّن، وهو محرم بإجماع الفقهاء، استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “الذهب بالذهب، والفضة بالفضة… مثلاً بمثل، سواءً بسواء، يدًا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى”
بناءً على ذلك، فإن أي بيع يتضمن فرقًا نقديًا أو وزنًا زائدًا بين الذهبين يعد معاملة ربوية محرمة، حتى لو اتفق الطرفان عليها برضا كامل.
ثالثًا: ما هي كفارة بيع الذهب بالذهب؟
يدور سؤال ما هي كفارة بيع الذهب بالذهب؟ وكيف يمكن تصحيح الخطأ إذا وقع الشخص في معاملة محرمة.
الكفارة أو التصرف الشرعي الصحيح تتمثل في التخلص من شبهة الربا عبر إحدى الطريقتين:
الأولى: بيع الذهب القديم بالنقود أولاً، ثم استخدام النقود لشراء الذهب الجديد، بهذه الطريقة تنفصل الصفقتان، ويتم تجنب المعاملة الربوية
الثانية: المبادلة مع التقسيط بدون زيادة، حيث يمكن إجراء التبديل بين الذهبين بالتقسيط، بشرط عدم وجود أي فرق في الوزن أو النقد، حتى لا يدخل في الربا
وهذا ما تؤكده دار الإفتاء المصرية في فتواها الرسمية، مشيرة إلى أن المعاملة تصح شرعًا إذا تم بيع الذهب القديم أولاً بالنقد، ثم شراء الجديد في صفقة منفصلة.
رابعًا: فتوى دار الإفتاء المصرية
ردًا على سؤال المواطنين المتكرر حول ما هي كفارة بيع الذهب بالذهب؟ أكد الدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة أن مبادلة الذهب القديم بالجديد مع دفع الفرق جائز بشرطين: “أن يتم بيع الذهب القديم واستلام ثمنه نقدًا أولاً، ثم شراء الذهب الجديد بثمنه نقدًا دون ربط بين العمليتين”
مقال مقترح: سعر الذهب عيار 21 في مصر اليوم الخميس 26 يونيو 2025 يشهد ارتفاعًا جديدًا وسط تقلبات السوق العالمية
وأضاف: “في حالة التقسيط، يجب ألا يكون هناك أي زيادة في الوزن أو النقد بين الذهبين المتبادلين، وإلا أصبحت المعاملة من باب الربا المحرم”
وبذلك، يجيب الدكتور محمد بشكل مباشر على السؤال الأساسي، وتحدد الكفارة بوضوح: عدم الجمع بين الذهبين في صفقة واحدة إذا كانت هناك زيادة أو فرق نقدي
خامسًا: آراء العلماء والمذاهب الفقهية
اتفقت المذاهب الأربعة الكبرى (الحنفي، المالكي، الشافعي، والحنبلي) على تحريم بيع الذهب بالذهب مع زيادة أو تأخير.
ويشدد علماء المالكية على ضرورة التقابض الفوري والمساواة في الوزن.
بينما يرى بعض المعاصرين من فقهاء الاقتصاد الإسلامي أن الحل الأمثل لتجنب الربا في مثل هذه المعاملات هو الفصل التام بين البيع والشراء، بحيث لا يرتبط أحدهما بالآخر بأي شرط ضمني أو صريح.
سادسًا: التطبيق الواقعي في سوق الذهب
مع الارتفاع المستمر في أسعار الذهب، يلجأ كثير من المواطنين إلى استبدال الذهب القديم بالجديد، وغالبًا ما يتم الأمر داخل نفس المحل، مع دفع فرق نقدي.
لكن معظم هؤلاء لا يدركون أنهم قد يكونون بصدد معاملة محرمة شرعًا.
لذا، ينبغي التوعية بضرورة إجراء معاملتين منفصلتين:
– بيع الذهب القديم واستلام النقود كاملة.
– ثم شراء الذهب الجديد باستخدام تلك النقود أو جزء منها، دون اشتراط أو ربط بين العمليتين.
تعليقات