دعا الخبير الاقتصادي خالد فواز إلى ضرورة إعادة النظر في استغلال شبكة الترع المنتشرة في مصر، والتي تتجاوز 7738 ترعة، باعتبارها موردًا استراتيجيًا غير مستغل يمكن تحويله إلى مشروعات قومية إنتاجية تساهم في تحقيق أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
وأكد فواز، في تصريحات خاصة لـ«نبأ مصر»، أن الترع يمكن أن تتحول إلى مصادر للطاقة المتجددة، بالإضافة إلى كونها رافدًا لتحسين البيئة وخلق فرص عمل جديدة، مشيرًا إلى أن الدولة تمتلك فرصة ذهبية لتحويل هذه الممرات المائية من مجرد قنوات للري إلى محركات تنموية متكاملة.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى إمكانية تركيب ألواح شمسية على جوانب الترع، دون الحاجة إلى المساس بالأراضي الزراعية، موضحًا أنه إذا تم تركيب لوح شمسي واحد لكل متر طولي بجانب ترعة بطول 2000 متر، يمكن تركيب 2000 لوح، مما ينتج ما يصل إلى 1.4 ميجاوات من الكهرباء سنويًا.
ولفت إلى أن تعميم هذه الفكرة على عدد محدود من الترع سنويًا يمكن أن يوفر طاقة نظيفة تكفي لتشغيل محطات مياه أو مضخات زراعية أو دعم شبكات القرى، مما يخفف الضغط على الشبكة القومية للكهرباء.
كما أشار فواز إلى إمكانية تركيب توربينات صغيرة لتوليد الكهرباء في المواقع التي يتوفر بها فرق منسوب مائي طبيعي داخل الترع، وقال إن توربينة واحدة بقدرة 10 كيلووات يمكن أن تنتج نحو 86.4 ميجاوات/ساعة سنويًا، وإذا تم تعميم التجربة على 100 موقع، يمكن توليد أكثر من 8,600 ميجاوات/ساعة سنويًا.
وأوضح أن هذه الطاقة يمكن توجيهها لتشغيل محطات الري أو المعالجة أو الصناعات الريفية الخفيفة، مما يعزز الاكتفاء الذاتي ويخفض الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
واقترح الخبير الاقتصادي تخصيص أجزاء من الترع لمشروعات الاستزراع السمكي البيئي، مشيرًا إلى إمكانية إنتاج نحو 15 طنًا من الأسماك سنويًا من ترعة واحدة فقط بطول 500 متر، وإذا تم تعميم المشروع على 1000 ترعة، يمكن إنتاج 15 ألف طن سنويًا من الأسماك مثل البلطي والمبروكة، وهو ما يسهم في تقليل الاستيراد وتعزيز الأمن الغذائي.
وأكد فواز أن استغلال الترع بهذا الشكل سيساهم في:
واختتم الخبير الاقتصادي خالد فواز تصريحاته بالتأكيد على أن الترع المصرية تمثل ثروة غير تقليدية، ويجب النظر إليها من منظور جديد يتجاوز استخدامها التقليدي في الري، داعيًا صناع القرار إلى تبني مبادرات لاستغلال هذه الموارد في تعزيز الطاقة والغذاء والتنمية المحلية، بما يحقق أهداف الاستدامة ومواجهة تغير المناخ.