كتبت حبيبة القاضي.

مقال له علاقة: رانيا منصور تتألق في عالم السينما والدراما.. اكتشف أبرز محطاتها في “ريستارت” و”الست لما”
منذ أواخر التسعينيات، أصبح عمرو دياب وعمرو مصطفى ثنائيًا ذهبيًا في عالم الأغنية العربية، حيث شهدت تلك الفترة تعاونات عديدة بين صوت “الهضبة” وموهبة عمرو مصطفى التلحينية، انطلقت تلك الرحلة مع ألبوم “قمرين” عام 1999، واستمرت لتنتج أغنيات خالدة مثل تملي معاك، أنا عايش، ليلي نهاري، وقصاد عيني وغيرها.
لكن خلف الكواليس، لم تكن العلاقة دائمًا مثالية، إذ مرت بفترات من التوتر، ثم الخلاف العلني، وصولًا إلى القطيعة الكاملة، ثم المصالحة التي أعادت البسمة إلى قلوب الجمهور، في واحدة من أكثر القصص تأثيرًا في الوسط الفني.
بداية الخلاف العلني بين دياب ومصطفى
بدأت أولى علامات الخلاف في عام 2012، عندما طرح عمرو دياب ألبوم “باين حبيت” دون الإشارة إلى اسم عمرو مصطفى ضمن صناع العمل، رغم أن مصطفى كان قد لحن بعض الأغاني خلال مرحلة التحضير.
رد مصطفى لم يكن مباشرًا، لكنه نشر منشورًا مبهمًا انتقد فيه فنانين كبارًا “يتجاهلون جهود الآخرين”، ورغم عدم ذكره لاسم دياب، إلا أن الجمهور فهم المقصود بسرعة.
انفجار الأزمة في 2018
الأزمة الكبرى وقعت عام 2018، مع إصدار ألبوم “كل حياتي”، حيث أكد عمرو مصطفى أنه لحّن بعض الأغاني في الألبوم، لكنه تفاجأ بعدم ذكر اسمه، فكتب منشورًا قال فيه: “اشتغلت مع عمرو دياب من قلبي لسنين، لكن اللي حصل تقليل من شغلي قدام الناس، وده مش مقبول”.
واصل مصطفى انتقاداته غير المباشرة حول “تجاهل صناع النجاح”، ما فهم منه أنه يقصد الهضبة، بينما اختار عمرو دياب الصمت كعادته، واستمر في التعاون مع آخرين، ما اعتبره البعض تجاهلًا لمصطفى.
2020 لحظة القطيعة الكاملة
عندما أصدر دياب أغنية “أماكن السهر” عام 2020، شعر عمرو مصطفى أن الفكرة الموسيقية مستوحاة من أسلوبه، فكتب منشورًا صريحًا: “أنا اللي بدأت فكرة الموسيقى دي من سنين، ودلوقتي بيقلدوها ويقولوا فن!”.
أعلن مصطفى رسميًا انتهاء العلاقة الفنية مع عمرو دياب، حيث قال في لقاء صحفي: “أنا صاحب مشروع الهضبة الحديث، لكن مشكلته إنه بينسى مين وقف معاه”، ورغم حدة تصريحاته، أظهر مصطفى حنينه للعلاقة القديمة، حيث قال في تصريح لاحق: “ماكنتش بس مُلحّن.. كنت أخ وصديق”.
من نفس التصنيف: نجوم الفن يتضامنون مع هند صبري بعد دعمها لقافلة غزة ويؤكدون: “هي واحدة منا”
رسالة قلبية تُنهي سنوات الخصام
في بداية عام 2025، أُعلن عن إصابة عمرو مصطفى بمرض السرطان، وهو ما أثّر في الوسط الفني بشدة، وهنا جاء رد فعل غير متوقع من عمرو دياب، إذ نشر عبر صفحته الرسمية: “ألف سلامة يا عمرو.. أخ وصديق، وسعيد بعودة التعاون قريبًا”.
رد مصطفى لم يتأخر، فحذف منشوراته القديمة التي هاجم فيها دياب، وأكد انتهاء الخلاف، موجهًا الشكر لكل من تدخل لإصلاح العلاقة، وكان من أبرز الوسطاء الشاعر تامر حسين، الذي لعب دورًا مهمًا في إعادة اللقاء بين النجمين.
لقاء المصالحة وليالي السعودية المصرية
تم اللقاء بين دياب ومصطفى خلف الكواليس، ثم ظهر الثنائي مجددًا في حفل كبير ضمن “ليالي السعودية – المصرية” بدار الأوبرا، بحضور جمهور كبير وعدد من الفنانين، وفي تصريحات إعلامية، قال مصطفى: “إحنا عدّينا مرحلة الغضب، وهو أخ وصديق، وراجع نشتغل مع بعض”.
ابتدينا أول عمل فني بعد الصلح
الصورة التي جمعت الاثنين كانت مليئة بالطاقة الإيجابية والابتسامات، وعكست روح الانسجام بينهما بعد سنوات من البعد، والأغنية الجديدة من المتوقع طرحها قريبًا، وتحمل اسم “ابتدينا”، كإشارة ذكية إلى بداية مرحلة جديدة في مشوار مشترك بين نجمين أعادا تشكيل هوية الأغنية العربية المعاصرة.
تعليقات