أوضح الكاتب الصحفي ضياء رشوان أن إبلاغ إيران للولايات المتحدة مسبقًا بنيّتها استهداف قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر لا يمكن اعتباره سلوكًا طبيعيًا بين خصمين، بل يعكس تنسيقًا غير معلن بين الطرفين يتناقض مع منطق العداء التقليدي، حيث أشار إلى أن إيران استمرت في قصفها لإسرائيل حتى اللحظات الأخيرة قبل إعلان وقف إطلاق النار، بينما لم يحدث ذلك مع واشنطن.

مقال له علاقة: إطلاق سراح 2215 نزيلًا بعفو رئاسي احتفالًا بعيد الأضحى المبارك
وأضاف رشوان، خلال لقائه مع الإعلامية منة فاروق على قناة “إكسترا نيوز”، أن التقدير الإيراني، الذي وصفه بـ”السليم”، كان يقوم على تجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، وفي المقابل، اتخذت واشنطن قرارًا محسوبًا بعدم الإضرار الجوهري بالمشروع النووي الإيراني.
ممكن يعجبك: صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب مع انفجارات ضخمة وأنباء عن إصابات متعددة
ورأى رشوان أن هذا التوافق الضمني بين الطرفين يؤكد أنهما لم يعودا أعداء بالمعنى التقليدي، مشيرًا إلى أن التحول بدأ عندما أدرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إيران أقوى مما كان يُعتقد، وأن إسرائيل عاجزة عن حسم المواجهة بمفردها.
وتابع: “عندما تدخلت الولايات المتحدة، اكتفت بضربة رمزية لمواقع نووية إيرانية، وقد أبلغت طهران مسبقًا بهذه الضربات، وردّت إيران بـ”جميل دبلوماسي” على واشنطن، حيث أبلغتها مسبقًا بقصف قاعدة العديد، في خطوة تؤكد وجود تفاهم غير مباشر”
واختتم رشوان حديثه بالتأكيد على أن هذا المشهد يثير استياءً بالغًا لدى إسرائيل، لأنه يُعدّ إقرارًا أمريكيًا غير مباشر بقوة النظام الإيراني وشرعيته واستمراره كفاعل إقليمي أساسي، وهو عكس ما تسعى إليه تل أبيب، التي لا تزال تطمح إلى تقويض النظام الإيراني بالكامل.
تعليقات