شهدت مصر انخفاضًا ملحوظًا في سعر الدولار خلال يونيو 2025، حيث تراجع سعر صرفه أمام الجنيه المصري من 50.85 جنيهًا في 23 يونيو إلى 49.85 جنيهًا في تعاملات 25 يونيو، وهذا الانخفاض يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراءه، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتقلبات سوق البترول.

من نفس التصنيف: استقرار سعر الريال السعودي في البنوك المصرية اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 وسط تصاعد التوترات الإقليمية
الدولار يتراجع خلال خمسة أيام
وفقًا لبيانات المتعاملين في سوق الصرف، فقد تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري بمقدار جنيه كامل خلال 5 أيام، وهذه حركة غير معتادة في سوق شهد صعودًا مستمرًا للدولار في الأسابيع الماضية.
التوترات الإقليمية تلقي بظلالها
يتزامن هذا التراجع مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، لاسيما بعد الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وتهديدات طهران باستهداف ممرات النفط الحيوية في الخليج.
ورغم أن هذه التوترات عادة ما تدفع المستثمرين للاحتماء بالدولار، فإن الوضع الحالي يعكس تذبذبًا في الثقة بالأسواق الأمريكية، خاصة في ظل تضارب التصريحات الاقتصادية.
من نفس التصنيف: سعر الذهب عيار 24 في قطر بتاريخ 31 مايو 2025: تحديثات يومية وأسعار دقيقة
أسعار البترول.. علاقة عكسية؟
بينما قفزت أسعار النفط لفترة وجيزة بسبب التهديدات الإيرانية، فإنها عادت للتراجع تحت تأثير بيانات صينية ضعيفة، مما أعاد الجدل حول استقرار السوق العالمي للطاقة.
ويرى مراقبون أن أي انخفاض في أسعار البترول قد يخفف الضغط على ميزان المدفوعات المصري، وبالتالي ينعكس على تحسن قيمة الجنيه ولو بشكل مؤقت.
خالد الشافعي: العرض والطلب كلمة السر
وفي تعليقه على انخفاض الدولار في مصر يونيو 2025، أوضح الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، أن الدولار مثل بقية السلع التي يُحدد سعرها وفقًا لآليات العرض والطلب.
وأشار الشافعي في تصريح خاص لموقع «» إلى أن تراجع الدولار خلال الأيام الأخيرة يحمل دلالة واضحة على تغير المعادلة داخل سوق الصرف المصري.
ولفت إلى أن الانخفاض قد يرجع إلى زيادة في المعروض من الدولار بفعل تدفقات نقدية أو تحويلات أو سياحة أو استثمارات، أو إلى تراجع في الطلب عليه من قِبل المستوردين أو المتعاملين الكبار في السوق.
هاني توفيق: انتهاء الحرب وعودة الأموال الساخنة أبرز المحركات
الدكتور هاني توفيق، الخبير الاقتصادي، رأى أن انخفاض الدولار في مصر يونيو 2025 قد يكون مرتبطًا جزئيًا بتحسن الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، حيث توجد إشارات على تهدئة نسبية في بعض بؤر التوتر، مما فتح المجال أمام عودة جزء من الأموال الساخنة إلى الأسواق الناشئة، وفي مقدمتها مصر.
وأكد توفيق في تصريح خاص لموقع «» أن الأسواق تترقب أي تطور سياسي يؤثر على حركة رؤوس الأموال، موضحًا أن استقرار الأوضاع يعيد الثقة تدريجيًا، والأموال الساخنة عادة ما تبحث عن استقرار مؤقت لتحقيق أرباح سريعة، وهذا ما نشهده الآن في سوق الصرف المصري، ولو بشكل مبدئي.
تعليقات