أعلن رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، عن وصول وفد من الحكومة الاتحادية في بغداد إلى أربيل خلال اليومين القادمين، وذلك في إطار جهود حل أزمة رواتب موظفي الإقليم، حيث أكد أن “الرواتب يجب أن تظل بعيدة عن الصراعات السياسية”.
خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الأربعاء، انتقد بارزاني قرار وزارة المالية الاتحادية بتجميد ميزانية الإقليم، واصفاً هذا القرار بأنه “غير دستوري”، كما أضاف أن “قطع الرواتب تم بشكل غير قانوني”، مشدداً على أن حكومة الإقليم “قوية بدعم مواطنيها”، وموجهاً الشكر للموظفين على “صبرهم وصمودهم”.
كما أوضح بارزاني أن المحكمة الاتحادية العليا كانت قد ألزمت الحكومة الاتحادية بدفع رواتب موظفي الإقليم بشكل مباشر، معبراً عن أمله في أن يسهم الوفد المرتقب في إيجاد حل لهذا الملف المزمن، الذي يتجدد كل عام مع مناقشات الموازنة الاتحادية.
تواجه أربيل وبغداد منذ سنوات طويلة خلافات مالية تتعلق بحصة الإقليم من الموازنة العامة، خاصة بعد توقف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي منذ عام 2023، مما أدى إلى تحويل آلية دفع الرواتب إلى صيغة “السلف”.
وأشار بارزاني إلى أن “وقف تصدير النفط كبد الإقليم خسائر تقدر بنحو 25 مليار دولار”، لافتاً إلى أن جزءاً من الإنتاج النفطي يُخصص للاستهلاك المحلي، كما أن شركات الطاقة العاملة في كردستان تطالب بضمانات لمستحقاتها المالية.
وفيما يتعلق باتفاقيات الإقليم في مجال الطاقة، جدد بارزاني التأكيد على قانونيتها، كاشفاً عن توقيع اتفاقيتين مع شركتي “إتش كيه إن إنرجي” و”ويسترن زاكروس” الأميركيتين بقيمة إجمالية تصل إلى 110 مليارات دولار.
وأضاف أن “تفاصيل عقود الشركات وأنواع الآبار في الإقليم تختلف عن بقية أنحاء العراق”، مؤكداً الدفاع عن حقوق الشركات، معرباً عن استمرار الحوار مع الحكومة الاتحادية برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قائلاً: “لن نغلق باب الحوار مع بغداد”
كما اعتبر بارزاني أن “ضغوطاً كبيرة تُمارس على الإقليم لتقليل إيراداته”، مما أثر سلباً على قدرته الاقتصادية، إلا أنه أبدى تمسكه بالأمل في الوصول إلى حلول مع الحكومة الاتحادية، داعياً إياها إلى “تحمل مسؤوليتها تجاه مواطني الإقليم”.
وأكد رئيس حكومة الإقليم التزام كردستان بتسليم الإيرادات غير النفطية إلى بغداد، رغم أنها “ليست ثابتة شهرياً”، مشيراً إلى أن حكومته ستبذل قصارى جهدها لتأمين رواتب الموظفين في حال عدم إرسال الرواتب من المركز.
وفي هذا السياق، أعلن بارزاني عن تسجيل أكثر من 800 ألف موظف ضمن مشروع “حسابي”، لتسهيل صرف الرواتب إلكترونياً، مشيراً إلى أن المشروع شهد تأخراً في محافظة السليمانية، لكنه الآن “يسير بسرعة”، موضحاً أن المصارف المعتمدة في المشروع مصادق عليها من البنك المركزي العراقي.
وفيما يتعلق بتداعيات الصراع بين إيران وإسرائيل، شدد بارزاني على أن “إيقاف الحرب يصب في مصلحة المنطقة بأكملها”، داعياً إلى “التركيز على الإعمار والازدهار بدلاً من التوتر والحرب”، مؤكداً عدم تسجيل أية خسائر بشرية في الإقليم نتيجة هذا الصراع.