سعر الدولار في منتصف تعاملات اليوم 24 يونيو 2025 شهد تراجعًا ملحوظًا أمام الجنيه المصري، حيث هبط بمقدار 60 قرشًا في بعض البنوك مقارنة بتعاملات الصباح، جاء هذا الانخفاض المفاجئ في توقيت حساس تزامن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ، مما أثر بشكل فوري على أسواق المال وسعر الصرف داخل مصر.
شهدت البنوك الكبرى تغيرًا واضحًا في السعر في منتصف تعاملات اليوم 24 يونيو 2025، وذلك في ظل حالة من الارتياح الحذر التي تسيطر على السوق العالمي بعد تهدئة التوترات في الشرق الأوسط، خاصة بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد أن “الصراع بين البلدين انتهى تمامًا”، متوقعًا أن “لا تطلق إسرائيل وإيران النار على بعضهما البعض مرة أخرى أبدًا”.
انخفض سعر الدولار في البنوك المصرية خلال تعاملات منتصف اليوم الثلاثاء، حيث تراجع في البنك الأهلي المصري من 50.63 جنيهًا للشراء و50.73 جنيهًا للبيع في الصباح، إلى 49.92 جنيهًا للشراء و50.02 جنيهًا للبيع.
وفي بنك آخر، سجل الدولار نفس التراجع من 50.63 للشراء و50.73 للبيع إلى 49.95 للشراء و50.05 للبيع، مما يعني انخفاضًا يتجاوز 60 قرشًا في بعض الفروع خلال ساعات قليلة فقط.
وفي البنك التجاري الدولي CIB، تراجع الدولار من 50.63 للشراء و50.73 للبيع إلى 50.03 للشراء و50.13 للبيع.
أما في بنك QNB الأهلي، فقد تراجع الدولار من 50.65 للشراء و50.75 للبيع إلى 49.94 للشراء و50.04 للبيع.
هذا الهبوط السريع يعد الأكبر منذ عدة أشهر، ويؤكد تأثر الأسواق المصرية بتطورات الساحة السياسية والتهدئة في الشرق الأوسط.
دولار.
بحسب محللين اقتصاديين، فإن التراجع الكبير في سعر الدولار محليًا جاء انعكاسًا مباشرًا لهبوط سعره عالميًا عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، والذي تم بوساطة أمريكية ودخل حيز التنفيذ صباح الثلاثاء.
وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة هاتفية مع قناة “NBC News”، عن تفاؤله الشديد بالاتفاق، قائلًا: «وقف إطلاق النار سارٍ حاليًا، وأرجو عدم خرقه»، مؤكدًا أن الاتفاق “غير محدود وسيستمر إلى الأبد”، حسب وصفه
وأوضح ترامب أن الصراع “انتهى تمامًا”، مما بث ارتياحًا في الأسواق الدولية، وأدى إلى موجة بيع للدولار باعتباره ملاذًا آمنًا، وتحول المستثمرين إلى أصول أكثر مخاطرة كالذهب والنفط.
ارتباط الدولار بالأحداث الجيوسياسية ينعكس على الداخل المصري.
تأثر الدولار في مصر بهذه الأحداث لم يكن مفاجئًا، إذ أن العملة الأمريكية دائمًا ما تتأثر بتحركات السياسة العالمية، خصوصًا تلك المرتبطة بالشرق الأوسط.
ويمثل اتفاق وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب خطوة كبيرة نحو تهدئة المنطقة، مما يقلل الطلب على الدولار عالميًا، ويدفعه للانخفاض أمام عملات الأسواق الناشئة.
وفي مصر، أي تراجع في الدولار يمثل فرصة لتحسين بعض المؤشرات الاقتصادية، مثل تقليل تكلفة الاستيراد، وتخفيف الضغوط على ميزان المدفوعات، لا سيما مع استيراد البلاد نسبة كبيرة من احتياجاتها بالدولار.
دولار.
تراجع الدولار قد ينعكس إيجابًا على أسعار بعض السلع المستوردة، في حال استمرار الانخفاض لفترة أطول، ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن التأثير لن يكون لحظيًا، بل يحتاج إلى استقرار في سعر الصرف لعدة أيام أو أسابيع، قبل أن تبدأ الأسواق في تعديل الأسعار.
كما أن هذا التراجع قد يمنح البنك المركزي مساحة أكبر في اتخاذ قرارات بشأن أسعار الفائدة أو التدخلات النقدية، خاصة في ظل جهود الحكومة للسيطرة على معدلات التضخم وتحقيق استقرار السوق.