في خطوة تعكس تزايد الحذر الإقليمي، أعلن مطار حمد الدولي، مساء اليوم الإثنين، عن تعليق حركة الملاحة الجوية مؤقتًا، في ظل المستجدات الأمنية التي تشهدها المنطقة خلال الساعات الأخيرة.
وأكد المطار في بيان نشره عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أن قرار التعليق جاء نتيجة للأوضاع الراهنة، مشيرًا إلى أنه يجري التنسيق بشكل مستمر مع الجهات الحكومية المختصة وشركائه من شركات الطيران لتوفير الدعم اللازم للمسافرين المتأثرين من هذا الإجراء.
جاء هذا القرار بعد وقت قصير من إعلان الجهات المختصة في قطر إيقاف حركة الملاحة الجوية مؤقتًا في أجواء الدولة ضمن حزمة من الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها في ضوء التصعيد الإقليمي الأخير، خصوصًا عقب الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية في إيران، وردود الفعل الإيرانية المتوعدة.
وفي بيان رسمي نشر عبر الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية القطرية، أكدت الدوحة أنها تراقب الوضع الإقليمي عن كثب، مشيرة إلى استمرار تقييم التطورات بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
كما أوضحت أن الدولة ستوافي المواطنين والمقيمين والمجتمع الدولي بالمستجدات في حينها عبر القنوات الرسمية.
وشددت وزارة الخارجية القطرية في بيانها على أن سلامة وأمن جميع الأفراد داخل الدولة تبقى على رأس الأولويات، لافتة إلى أن الدوحة لن تتردد في اتخاذ أي خطوات إضافية تضمن حماية سكانها وزوارها، سواء على المستوى المدني أو الأمني.
كما أكدت مصادر ملاحية أن مطار حمد الدولي بدأ على الفور تطبيق إجراءات لتسهيل عمليات إعادة جدولة الرحلات وتأمين احتياجات المسافرين المتضررين، بما يشمل توفير الإقامة المؤقتة لبعض الركاب، والمساعدة في إعادة الحجز أو استرداد التذاكر دون غرامات.
ويأتي هذا التطور بالتزامن مع تصاعد التوتر في منطقة الخليج، خاصة بعد التحرك العسكري الأمريكي الأخير، الذي أثار ردود فعل عنيفة من طهران والتي هددت باستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة، مما دفع بعض الدول الخليجية، وعلى رأسها قطر، إلى اتخاذ خطوات احترازية فورية.
من جهته لم يصدر عن شركات الطيران الدولية الكبرى أي إعلان رسمي بإيقاف رحلاتها إلى قطر حتى الآن، لكنها تتابع عن كثب التطورات بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة.
كما يبقى المشهد في منطقة الخليج مفتوحًا على كل الاحتمالات وسط حالة من الترقب الحذر، وتواصل السلطات القطرية تقديم نموذج في الإدارة السريعة للأزمات من خلال قرارات استباقية وتواصل شفاف، لضمان أعلى مستويات الأمان لمواطنيها والمقيمين على أراضيها والزائرين القادمين عبر مطار حمد الدولي، أحد أكثر مطارات العالم حركة وكفاءة.