قاعدة عين الأسد الجوية في العراق تعلن حالة التأهب القصوى وأسبابها وتأثيراتها المحتملة

تعود قاعدة عين الأسد الجوية إلى الواجهة مجددًا، حيث أفادت وكالة رويترز في خبر عاجل بأن القاعدة دخلت في حالة “التأهب القصوى”، مع توجيه أوامر صارمة باللجوء إلى المخابئ، تحسبًا لأي تهديدات أمنية محتملة، وذلك وفقًا لما ذكرته قناة “القاهرة الإخبارية”.

قاعدة عين الأسد الجوية في العراق تعلن حالة التأهب القصوى وأسبابها وتأثيراتها المحتملة
قاعدة عين الأسد الجوية في العراق تعلن حالة التأهب القصوى وأسبابها وتأثيراتها المحتملة

قاعدة عين الاسد الجوية.

تُعتبر واحدة من أهم القواعد العسكرية في العراق، بل وتُصنّف كثاني أكبر قاعدة جوية في البلاد بعد قاعدة بلد.

تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة نظرًا لموقعها الجغرافي واحتوائها على مرافق عسكرية متقدمة تؤهلها لاستيعاب آلاف الجنود في أوقات الحرب والسلم على حد سواء.

ما هي قاعدة عين الأسد الجوية؟

قاعدة عين الأسد الجوية، المعروفة سابقًا باسم “قاعدة القادسية”، تقع في ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار غرب العراق، قرب نهر الفرات، وقد بدأ بناؤها في عام 1980 واكتمل عام 1987 بواسطة ائتلاف من الشركات اليوغوسلافية خلال فترة حكم الرئيس الراحل صدام حسين.

تتسع القاعدة لما يقرب من 5 آلاف عسكري، وتحتوي على مجموعة واسعة من المباني والمنشآت العسكرية الحيوية، منها ملاجئ للطائرات، وثكنات، ومستشفيات، ومدارس، ومساجد، ومكتبات، بالإضافة إلى مرافق ترفيهية مثل السينما والملاعب والمسابح.

أهمية استراتيجية متجددة

لطالما كانت قاعدة عين الأسد الجوية مركزًا رئيسيًا للعمليات العسكرية في العراق، خاصة خلال فترات التوترات الإقليمية.

كما لعبت دورًا محوريًا خلال الحرب العراقية-الإيرانية، حيث احتوت على أسراب من الطائرات المقاتلة من طراز “ميغ-21” و”ميغ-25″، وتعرضت خلال حرب الخليج الثانية لهجمات جوية عنيفة باستخدام قنابل موجهة بالليزر.

واحتلت القوات الأمريكية القاعدة في عام 2003 عقب غزو العراق، وحوّلتها إلى مركز عمليات رئيسي لتوزيع القوات والمؤن في عموم المناطق الغربية، واستمر التواجد العسكري الأمريكي فيها حتى أواخر 2011، قبل أن تُسلم رسميًا إلى القوات العراقية.

عين الأسد وعودة واشنطن: التدريب واحتواء داعش

بعد تصاعد خطر تنظيم داعش في عام 2014، عاد الحضور الأمريكي إلى قاعدة عين الأسد الجوية بقوة، حيث تمركز بها أكثر من 300 جندي أمريكي، مكلفين بتدريب الجيش العراقي في إطار جهود محاربة الإرهاب.

وقد ساعد الموقع الاستراتيجي للقاعدة، لقربها من المناطق التي شهدت سيطرة داعش في محافظة الأنبار، في أن تكون نقطة دعم لوجستي وتنفيذي للعمليات العسكرية العراقية والأمريكية ضد التنظيم الإرهابي.

ترامب يزور القاعدة في زيارة مفاجئة

في 26 ديسمبر 2018، قام الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، بزيارة مفاجئة إلى قاعدة عين الأسد الجوية برفقة زوجته ميلانيا ترامب للاحتفال بعيد الميلاد مع القوات الأمريكية.

وأثارت هذه الزيارة جدلًا سياسيًا واسعًا، نظرًا لعدم إشعار السلطات العراقية مسبقًا، وهو ما فُسّر بأنه تقليل من السيادة العراقية.

هجوم صاروخي إيراني في 2020 يغيّر قواعد اللعبة

في تصعيد خطير، تعرضت القاعدة لهجوم بصواريخ باليستية في فجر يوم 8 يناير 2020، أطلقها الحرس الثوري الإيراني، ردًا على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي.

ورغم أن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت عدم وقوع إصابات في الأرواح، فإن صور الأقمار الصناعية أظهرت أضرارًا مادية كبيرة لحقت بالبنية التحتية داخل القاعدة، مما أثار تساؤلات حول مدى فاعلية الدفاعات الجوية وقدرة القاعدة على امتصاص الهجمات الإيرانية المتطورة.

الهجمات بالطائرات المسيّرة.. خطر جديد يلوح

في 1 يناير 2024، تعرضت قاعدة عين الأسد الجوية مجددًا لهجوم باستخدام طائرات مسيّرة.

ورغم أن هذه الهجمات لم تُسفر عن إصابات مباشرة، فإنها سلطت الضوء على تطور أساليب الحرب غير التقليدية في المنطقة، وانتقال النزاع إلى مستوى “الحرب غير المتوازية”.

حيث يمكن لطرف ضعيف الإمكانيات أن يهدد كيانًا عسكريًا ضخمًا بطائرة صغيرة مسيّرة لا تتجاوز تكلفتها بضعة آلاف من الدولارات.

التأهب الأخير.. هل هناك تهديد وشيك؟

الإعلان عن دخول قاعدة عين الأسد الجوية في حالة التأهب القصوى يثير العديد من التساؤلات حول طبيعة التهديد الراهن، وما إذا كانت هناك معلومات استخباراتية تشير إلى هجوم محتمل أو استهداف مباشر من جهة معادية.

وبحسب التحليلات الأمنية، فإن التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة، لا سيما في ظل توترات بين الولايات المتحدة وإيران، وتصاعد العمليات المسلحة في مناطق غرب العراق، قد تكون سببًا مباشرًا لهذا الاستنفار.

العراق والضغط بين الحليفين

يجد العراق نفسه مجددًا في موقف “الميزان الدقيق”، فهو من جهة يستضيف قوات التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى يحتفظ بعلاقات وطيدة مع إيران، حيث تملك الميليشيات المدعومة منها حضورًا فعّالًا على الأرض.

وتُعتبر قاعدة عين الأسد الجوية من أبرز رموز هذا التوازن، إذ تمثل النفوذ الأمريكي العسكري في العراق، وفي ذات الوقت هدفًا دائمًا للميليشيات الرافضة للوجود الأجنبي.