قال اللواء عبد الحميد عبد الفتاح الخبير الاستراتيجي، إن السبب الرئيسي وراء تلك الأحداث هو تقليص القدرات النووية أو منع إيران من الحصول على السلاح النووي، رغم أن إيران تدعي أنها لا تسعى لهذا السلاح، وأيضًا تدمير المفاعلات والمواقع النووية التي قد تتيح لإيران تصنيع السلاح النووي مستقبلاً.
وأشار عبد الفتاح، في تصريح خاص لـ”نبأ مصر”، إلى أن السيناريو الذي يخططه الكيان الإسرائيلي يتمثل في محاولته تدمير تلك المواقع، لكن قدراته العسكرية لم تمكنه من ذلك، حيث تمكنت القوات الإيرانية من تكبيد إسرائيل خسائر وإصابات متنوعة، إضافة إلى استنزاف الاقتصاد الإسرائيلي بالصواريخ القديمة في بداية المعركة التي أُطلق عليها بعد ذلك اسم الخداع الاستراتيجي.
وأضاف الخبير الاستراتيجي، أنه توقع دخول الولايات المتحدة الأمريكية على خط الحرب لتدمير المواقع النووية، وقد حدث ذلك بالفعل، في حين كانت إيران تدافع عن حقها في امتلاك التكنولوجيا النووية، متسائلاً عن الدوافع وراء التصعيد الأمريكي.
وأشار إلى أن إغلاق مضيق هرمز سيستدعي ردود فعل عالمية تجاه إيران، لأنه سيؤثر بشكل كبير على إمدادات النفط العالمية، فلا يوجد مبرر لذلك، مؤكدًا أن إغلاق البحر الأحمر ومحاولات إسرائيل للهيمنة في المنطقة سيؤديان إلى خسائر فادحة.
وتابع أنه من الأفضل وقف الحرب، واصفًا إياها بالقوة، حيث أثبتت إيران قدرتها على مواجهة القوات الإسرائيلية، ولكن لا داعي للتصعيد ضد القوات الأمريكية في الخليج، إذ قد يؤثر ذلك على دول الخليج نفسها، مما قد يولد عداء بينها وبين تلك الدول.
ويرى عبد الفتاح، أن ترامب سيقدم شروطًا جديدة لإيران، ومن المحتمل أن تقبلها، حتى تتوقف الحرب وتعيد التفكير في إمكانية استعادة برنامجها النووي مرة أخرى، مشيرًا إلى أن من حق جميع الدول امتلاك السلاح الرادع المناسب وفقًا لما يمتلكه العدو الرئيسي لها.
وتابع أن رد إيران كان انتقامًا لفعل الكيان الإسرائيلي، وكان من المفترض أن تضرب مفاعل ديمونا كنوع من الانتقام، لكنها تصرفت بحذر، لأن ضرب ذلك المفاعل قد يجبر أمريكا على استخدام سلاحها النووي ضدها، ولا يمكن استبعاد ذلك مع ترامب، الذي يُعتبر شخصًا غير متزن نفسيًا وعنيفًا، كما أن ردود أفعاله غير متوقعة، لذا لا أعتقد أن إيران ستستكمل المعركة، ومن الحكمة العسكرية أن تتوقف الحرب عند هذا الحد.