الرئيس الإيراني يرد بعد استهداف المنشآت النووية ويؤكد: أمريكا دخلت المعركة وسنحمي أرضنا بكل قوة

أدان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، وفي تحول حاد وخطير في المشهد الإقليمي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صباح اليوم الأحد 22 يونيو 2025، أن القوات الأمريكية نفذت هجمات جوية دقيقة ضد منشآت نووية داخل إيران، في محاولة لتقويض قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم، ووقف ما وصفه بـ”التهديد النووي الإيراني”.

الرئيس الإيراني يرد بعد استهداف المنشآت النووية ويؤكد: أمريكا دخلت المعركة وسنحمي أرضنا بكل قوة
الرئيس الإيراني يرد بعد استهداف المنشآت النووية ويؤكد: أمريكا دخلت المعركة وسنحمي أرضنا بكل قوة

جاءت هذه الضربة بالتزامن مع عملية عسكرية إسرائيلية أطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، وأسفرت عن مقتل قيادات عسكرية بارزة.

الرئيس الإيراني: واشنطن متورطة بوضوح وتتحمل المسؤولية

في أول رد رسمي، أدان مسعود بزشكيان الهجوم بشدة، وقال في تصريحات نقلتها قناة إخبارية إن الهجمات الأمريكية الأخيرة تعكس تورطًا مباشرًا لواشنطن في الأعمال العدائية التي تنفذها إسرائيل ضد بلاده.

وأكد بزشكيان أن الولايات المتحدة ليست مجرد داعم لإسرائيل في هذا الصراع، بل “المحرك الرئيسي” الذي يقف خلف العملية برمتها.

وأضاف الرئيس الإيراني أن الولايات المتحدة “دخلت ساحة المعركة بشكل مباشر”، مشددًا على أن بلاده لن تتراجع عن الدفاع عن سيادتها بأي شكل، وأن الشعب الإيراني لن يتوانى عن بذل كل ما في وسعه لحماية أرضه ومقدراته.

كما رفض بشدة أي محاولة لفرض شروط أو إملاءات على بلاده، مؤكدًا أن البرنامج النووي الإيراني سيبقى حقًا سيادياً غير قابل للتفاوض تحت التهديد.

ترامب: دمرنا منشآت إيران النووية بالكامل

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد نفذت ضربة عسكرية قوية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وذلك بعد أقل من 48 ساعة على تصريحات رسمية أمريكية كانت توحي بأن “لا قرار نهائي قد اتُخذ” وأن التفكير في الرد قد يمتد لأسبوعين على الأقل.

ولكن فجأة، وبتوجيه مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن قاذفات B‑2 الاستراتيجية نفّذت ضربات دقيقة على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، بدعوى “منع إيران من الوصول إلى قدرات نووية تشكل تهديدًا وشيكًا لحلفاء واشنطن في المنطقة”.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي من البيت الأبيض إن الهجمات الأمريكية نجحت في تدمير “المنشآت النووية الإيرانية بالكامل”، مؤكدًا أن هناك أهدافًا أخرى لم تُستهدف بعد، وشدد ترامب على أن هدف الضربة كان واضحًا: “إنهاء تهديد إيران النووي”

وأشار إلى أن إيران تقف اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: “إما السلام أو مواجهة مأساة أكبر”

وحذّر من أن أي هجمات مستقبلية ضد مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها ستُقابل برد أكبر وأقوى، في إشارة إلى أن التصعيد قد يستمر إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

وزير الدفاع الأمريكي: لن نسمح بامتلاك إيران للسلاح النووي

من جهته، أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أن قرار قصف المنشآت النووية الإيرانية جاء كخطوة حاسمة من الرئيس ترامب بهدف “محو الطموح النووي الإيراني” بشكل نهائي.

وأوضح هيجسيث أن الولايات المتحدة كانت واضحة منذ البداية بأن إيران “يجب ألا تحصل على سلاح نووي تحت أي ظرف”، وأشار الوزير إلى أن الهجمات كانت دقيقة، واستهدفت منشآت عسكرية ونووية فقط دون المساس بالمدنيين.

كما شدد على أن واشنطن مستعدة لاتخاذ إجراءات أكثر حسمًا في حال استمر تهديد مصالحها أو تهديد الأمن الإقليمي، مضيفًا أن “على إيران القبول بالسلام الآن، فالفرص تتضاءل بسرعة”.

عملية “الأسد الصاعد”.. الضربة التي قلبت الموازين

الهجمات الأمريكية جاءت بعد أيام من عملية عسكرية إسرائيلية شنتها طائرات حربية فجر الجمعة 13 يونيو، تحت اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت العملية مواقع نووية وعسكرية حساسة داخل إيران، وأبرزها منشأة نطنز الشهيرة، المركز الرئيسي لتخصيب اليورانيوم.

أسفرت الضربة عن مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، من بينهم اللواء حسين سلامي قائد الحرس، والفريق محمد باقري رئيس أركان الجيش، إلى جانب اللواء أمير علي حاجي زاده قائد القوات الجوية والفضائية بالحرس الثوري، إضافة إلى مجموعة من العلماء النوويين البارزين.

في ضوء هذه التطورات، بات واضحًا أن المواجهة لم تعد كلامية أو دبلوماسية، بل تحولت إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين القوى الكبرى، وبينما تلوّح واشنطن بمزيد من الضربات، وتصر طهران على الدفاع عن نفسها، يبقى مستقبل الاستقرار الإقليمي غامضًا ومفتوحًا على كافة الاحتمالات، خاصة في حال غياب الوساطات الدولية أو فشل الجهود الدبلوماسية المرتقبة.