إيرادات قناة السويس مهددة بخسائر تصل إلى 40% في حال اندلاع حرب، تحذيرات خبير اقتصادي للحرية

في ظل التوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، والصراع الواسع بين إيران وإسرائيل، تتجه الأنظار بقلق نحو قناة السويس، هذا الشريان الحيوي الذي يربط الشرق بالغرب.

إيرادات قناة السويس مهددة بخسائر تصل إلى 40% في حال اندلاع حرب، تحذيرات خبير اقتصادي للحرية
إيرادات قناة السويس مهددة بخسائر تصل إلى 40% في حال اندلاع حرب، تحذيرات خبير اقتصادي للحرية

مصير حركة الملاحة العالمية

ومع تصاعد حدة التهديدات المتبادلة واحتمالية اندلاع مواجهة عسكرية شاملة، يبرز تساؤل مُلّح حول مصير حركة الملاحة العالمية في حال تحولت هذه التوترات إلى صراع مفتوح، حيث أن أي تأثير على قناة السويس، حتى وإن كان محدودًا، سيتردد صداه في الاقتصاد العالمي بأسره، مما يطرح تحديات غير مسبوقة على سلاسل الإمداد والتجارة الدولية.

في هذا التقرير، يستعرض لكم موقع نبأ مصر التداعيات المحتملة لهذا الصراع على أهم ممر ملاحي في العالم.

حيث أكد الدكتور هاني أبو الفتوح، رئيس شركة الراية للاستشارات المالية والخبير الاقتصادي، أن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل ينعكس بشكل مباشر على حركة الملاحة في قناة السويس، خاصة مع تصاعد التهديدات بإغلاق مضيقي هرمز وباب المندب، مما يرفع مستوى المخاطر الأمنية للسفن المارة.

طرق بديلة لقناة السويس

تابع أبو الفتوح في تصريحات خاصة لـ«نبأ مصر»، أن ذلك قد يدفع بعض شركات الشحن إلى تقليل استخدامها للقناة مؤقتًا، في ظل الزيادة الحادة في تكاليف التأمين البحري الناتجة عن حالة عدم اليقين الإقليمي، كما أن ارتفاع تكاليف الشحن قد يؤثر على تنافسية القناة مقارنة بطرق بديلة مثل رأس الرجاء الصالح.

ويرى الخبير الاقتصادي أن احتمالية تحول مسارات الشحن بشكل دائم تبقى محدودة في المرحلة الحالية، نظرًا لأن قناة السويس تظل الخيار الأسرع والأكثر كفاءة اقتصاديًا بين آسيا وأوروبا، وفي حال تصاعد الصراع إلى حرب إقليمية طويلة الأمد، قد نشهد تحولات أكثر استدامة، وهو سيناريو ما زال غير مؤكد حتى الآن.

تراجع إيرادات قناة السويس

وتوقع رئيس شركة الراية للاستشارات المالية تراجع إيرادات قناة السويس بنحو 10-15% على المدى القصير، نتيجة انخفاض مؤقت في حركة العبور بسبب تصاعد المخاوف الأمنية وارتفاع تكاليف التأمين، أما في حال استمر الصراع أو تطور إلى حرب إقليمية، فقد تصل الخسائر إلى حدود 40%، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى انخفاض محتمل يقارب 19.8 مليون دولار بحلول 2025 في سيناريو تصعيد عالي الكثافة (Chambers and Partners).

وأشار أبو الفتوح إلى أن مصر تبادر باتباع استراتيجيات مرنة، تشمل تقديم خصومات على رسوم العبور، تطوير البنية التحتية اللوجستية، وتحسين خدمات الموانئ لتعزيز جاذبية القناة، ورغم ذلك، فإن غياب خطة طويلة الأمد متماسكة لمواجهة التحديات الإقليمية المتكررة يستدعي العمل على تعزيز التعاون الدولي لضمان استقرار المنطقة وتأمين حركة التجارة العالمية.

تعزيز النفوذ التجاري

مشيرًا إلى أن الأزمات الجيوسياسية الحالية قد تسرع من جهود بعض الدول للبحث عن مسارات بديلة لقناة السويس، سواء عبر رأس الرجاء الصالح أو ممر الهند ـ أوروبا الاقتصادي، في ظل ازدياد الاستثمارات في هذه المسارات، لافتًا إلى أن بعض الدول قد تستغل هذه الأزمات لتعزيز نفوذها التجاري.

وأكد أن قناة السويس بفضل الاستثمارات المتواصلة في تعميق المجرى وتوسيع قدراتها اللوجستية لاتزال قادرة على الحفاظ على مكانتها كممر رئيسي في التجارة العالمية.

واختتم أبو الفتوح حديثه بأن الاقتصاد أشبه بميزان حساس، أي اضطراب يؤثر به، لكن الموقع الاستراتيجي للقناة وتطورها المستمر يمنحانها قدرة كبيرة على مواجهة التحديات.