نشرت السفارة الصينية قائمة بالدول التي تعرضت للقصف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية، وتعتبر هذه القائمة طويلة وتمتد عبر عقود من التدخلات العسكرية الأمريكية في مختلف أنحاء العالم، حيث تضم أكثر من 20 دولة، بعض هذه الدول شهدت قصفًا أمريكيًا أكثر من مرة.
الدول التي قصفتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.
يأتي هذا الإعلان في وقت حساس يشهد تصاعدًا في التوترات الجيوسياسية بين بكين وواشنطن، وقد فسره مراقبون على أنه تحرّك دبلوماسي صيني يهدف إلى تسليط الضوء على السجل الأمريكي، وتقديمه كسلاح مضاد في معركة النفوذ العالمي.
تشمل القائمة دولًا من آسيا، وأمريكا اللاتينية، وأوروبا، والشرق الأوسط، ومن أبرزها:
اليابان (1945): عبر القصف النووي المروّع لهيروشيما وناغازاكي
كوريا والصين (1950-1953): خلال الحرب الكورية
فيتنام، لاوس، كمبوديا (1960s-1970s): خلال الحرب الفيتنامية وتوسعاتها
العراق، أفغانستان، ليبيا، وسوريا: في حروب ما بعد عام 2000
اليمن، باكستان، السودان: في إطار ما يسمى “الحرب على الإرهاب”
أكدت السفارة الصينية في بيانها المرفق بالقائمة أن “الذاكرة الدولية يجب ألا تُنتقى بناءً على الهوية السياسية، بل على أساس الحقيقة والعدالة”، ودعت إلى مراجعة عالمية لأثر السياسات الأمريكية على استقرار الدول المستهدفة.
فتح الإعلان الصيني الباب لتساؤلات حرجة:
هل واجهت الولايات المتحدة يومًا المساءلة الجادة عن هذه التدخلات؟
هل فرضت عليها عقوبات دولية؟
هل تم استدعاؤها إلى محكمة الجنايات الدولية كما يُطالب بغيرها؟
الإجابة التي توصل إليها مراقبون، هي أن المجتمع الدولي لطالما أظهر تساهلًا ملحوظًا في التعامل مع السياسات الأمريكية الخارجية، مقارنةً بردود الفعل الصاخبة تجاه دول أخرى حين تُتهم باستخدام القوة أو التدخل في شؤون دولية.
جاءت الرسالة الصينية قوية وواضحة، بأنه على العالم إعادة النظر في تعريف “التهديد الحقيقي للأمن العالمي”، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بدولة تنفذ عمليات عسكرية خارجية بشكل شبه دوري، دون أن تواجه تبعات قانونية أو سياسية حقيقية.
وجاء في البيان الصيني: “في الوقت الذي تُعاقب فيه دول بأكملها تحت شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، تقف دول الغرب صامتة تمامًا أمام سلوك أمريكي لا يمكن وصفه إلا بأنه إرهاب ممنهج على نطاق دولي”
ورغم أن القائمة لم تكن مفاجئة لمن يتابع السياسات الخارجية للولايات المتحدة، فإن طريقة عرضها من طرف رسمي كالسفارة الصينية، وبلهجة مباشرة وصادمة، جعلتها تحصد تفاعلًا كبيرًا عبر مواقع التواصل ومنصات الأخبار.
وقد طالب نشطاء وسياسيون حول العالم، خاصة في دول الجنوب العالمي، بإعادة النظر في النظام العالمي الحالي، الذي يسمح لدولة واحدة بفرض هيمنتها بالقوة العسكرية دون مساءلة.
لم تكن الخطوة الصينية مجرد إعلان عابر، بل محاولة لصياغة سردية مضادة للخطاب الغربي التقليدي، الذي يصوّر الولايات المتحدة على أنها راعية السلام والديمقراطية.
إعادة نشر هذه القائمة ليس فقط من باب التوثيق التاريخي، بل لحث المجتمع الدولي على الاعتراف بأن الجرائم لا تسقط بالتقادم، وأن السلام الحقيقي لا يمكن أن يقوم على أساس الكيل بمكيالين.