في ظل التصعيد المستمر في الحرب الدائرة وتبادل الهجمات بين الطرفين، أطلقت طهران عشرات الصواريخ على تل أبيب ومناطق أخرى داخل إسرائيل، وقد اخترق العديد منها أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتطورة، مما أدى إلى دمار غير مسبوق في الأراضي المحتلة.
أفادت وكالة تسنيم الإيرانية أن الحرس الثوري الإيراني استخدم اليوم صواريخ “سجيل” الثقيلة بعيدة المدى في الهجوم على إسرائيل خلال الموجة الثانية عشرة من عملية “الوعد الصادق 3″، ويعتبر صاروخ سجيل واحدًا من أبرز الصواريخ الباليستية في ترسانة إيران الدفاعية، حيث إنه صاروخ باليستي أرض-أرض، يعمل بالوقود الصلب في مرحلتين، مما يمنحه سرعة عالية وزمن تجهيز قصير، وقد تم تطويره محليًا من قبل الصناعات الجوية الفضائية الإيرانية وبدأ إنتاجه منذ عام 2008.
أكد العديد من الخبراء أن صواريخ سجيل تتمتع بالقدرة على اختراق القبة الحديدية الإسرائيلية بفضل سرعتها العالية وخصائصها البالستية، ويعتبر استخدام هذه الصواريخ تحولًا كبيرًا في موازين هذه الحرب، حيث يمكنها استهداف العمق الإسرائيلي بفعالية.
بالنسبة لمواصفات صاروخ “سجيل”، يبلغ طوله 18 مترًا، وقطره 1.25 مترًا، ويصل وزن إطلاقه الإجمالي إلى أكثر من 23 طنًا، ويمكنه إيصال حمولة تقدر بحوالي 700 كجم إلى مدى يتراوح بين 2000 و2500 كيلومتر، كما يحتوي على محركين يعملان بالوقود الصلب، ويستطيع حمل رؤوس حربية شديدة الانفجار، وتتفوق سرعته القصوى على 17,000 كلم/س (أي أكثر من 14 ماخ).
وقد تفوقت إيران في إنتاج الصواريخ الخارقة وفائقة السرعة، ومن بينها صاروخ “سجيل” الذي يُعتبر نتيجة مباشرة لتطويرات سابقة في مجال الصواريخ الإيرانية، وأبرزها صاروخ “زلزال” الباليستي قصير المدى.
يستخدم الصاروخ الوقود الصلب، ورغم أن حجمه ووزنه ومداه يماثل تلك الخاصة بصاروخ “شهاب 3″، إلا أن استخدام الوقود الصلب يمثل تحسينًا كبيرًا في تصميم صاروخ “شهاب”، حيث يتيح أوقات إطلاق أسرع، مما يجعله أقل عرضة للخطر أثناء الإطلاق، وتتمتع الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب بخصائص أداء معينة تجعل من الصعب توجيهها والتحكم فيها.
تستمر إيران في تطوير الصواريخ، وهناك نماذج أخرى وتطويرات قيد الدراسة، منها “سجيل-2” التي تعد النسخة الحالية الأكثر تطورًا، بينما لا يزال “سجيل-3” قيد التجربة، ويُعتبر صاروخًا ثلاثي المراحل بمدى يصل إلى 4000 كلم ووزن 38,000 كجم.
يمثل هذا الصاروخ تحولًا كبيرًا في القدرة الإيرانية على استهداف العمق الاستراتيجي لإسرائيل دون الحاجة إلى منصات إطلاق تقليدية أو عمليات تعبئة معقدة.