أكد عماد جاد، المحلل السياسي ومستشار رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الكلمة التي ألقاها مندوب مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت واضحة في مواجهة الواقع الدولي، حيث تمثل ذلك في الدول الكبرى والمؤسسات الدولية التي يُفترض أنها مسؤولة عن حفظ السلام والأمن الدوليين، وحل النزاعات بطرق سلمية، والتدخل لإيقاف الصراعات المسلحة، ومن بين هذه المسؤوليات تطبيق القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين خلال الحروب.

مقال له علاقة: مساعد وزير الخارجية الأسبق يؤكد أن وقف القتال هو الخيار الأمثل لإيران ويحذر من خطر التدخل الأمريكي الوشيك
وأضاف جاد ملخصًا لأهم ما ورد على لسان المندوب المصري في النقاط التالية:
مواضيع مشابهة: اكتشف 10 حقائق مثيرة عن قصواء الخلالي وزوجها العقيد محمد مصطفى ستدهشك!
- إدانة العدوان الإسرائيلي المستمر على سكان قطاع غزة، وقتل المدنيين الأبرياء، وحرمانهم من الغذاء والدواء
- إدانة العدوان الإسرائيلي على إيران
- إدانة الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن مؤخرًا، والذي حال دون صدور قرار يدعو إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو القرار الذي وافقت عليه 14 دولة من أعضاء المجلس (4 دول دائمة العضوية و10 دول غير دائمة العضوية)، مما يدل على أن الاعتراض الأمريكي هو الذي منع صدور القرار
وأشار جاد، مستشار رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن الكلمة ونبرة الصوت والتأكيد على بعض العبارات، تكشف عن وجود توترات عميقة في العلاقات المصرية الإسرائيلية، كما أن العلاقات بين البلدين تمر بأزمة حقيقية، مما يفتح المجال لاحتمالات حدوث المزيد من التدهور، خاصة مع إدانة مندوب مصر للعدوان الإسرائيلي على إيران.
وأوضح جاد أن كلمة مندوب مصر تعكس تدهور العلاقات مع واشنطن بشكل غير مسبوق منذ استئناف العلاقات بين البلدين في مارس 1974، كما تضمنت إدانة واضحة للفيتو الأمريكي الذي حال دون صدور قرار مجلس الأمن لوقف فوري للعدوان على غزة، هذا بالإضافة إلى الأحداث التي كشفت عن هذه الأزمة مبكرًا، مثل امتناع الرئيس السيسي عن زيارة واشنطن ولقاء ترامب، ورفض مصر القاطع لاستقبال أهل غزة، واعتبار ذلك تصفية للقضية الفلسطينية، وما حدث خلال زيارة ترامب لمنطقة الخليج وتجاهل مصر، ثم تلويح ترامب بضم مصر إلى قائمة الدول التي ينوي منع مواطنيها من دخول الأراضي الأمريكية.
واختتم حديثه قائلًا: “إذًا نحن أمام أزمة مركبة في علاقات مصر مع تل أبيب وواشنطن، وبقدر ما تشير الحسابات العقلانية إلى ضرورة ضبط هذه التفاعلات ووضع حدود لتصاعدها، بقدر ما تكشف كلمة المندوب المصري عن استمرار تصاعد منحنى الأزمة، وأن كافة الاحتمالات قائمة، خاصة في ضوء مآل الحرب الإسرائيلية الإيرانية من ناحية، وما سيحدث في الأراضي الفلسطينية في الأيام القادمة
تعليقات