في ظل التقلبات الحادة التي تشهدها الأسواق العالمية، استمر السوق السعودي في تحقيق مستويات جديدة صباح اليوم السبت 14 يونيو 2025، حيث يربط المحللون هذا الأداء بارتفاع مستوى المخاطرة لدى المستثمرين، نتيجة المخاوف المتزايدة من تباطؤ اقتصادي عالمي، واضطراب أسعار الطاقة، بالإضافة إلى تلميحات الفيدرالي الأميركي حول إطالة أمد دورة أسعار الفائدة المرتفعة.
في هذا السياق، يفضل الكثيرون في السوق السعودي متابعة الأسعار لحظة بلحظة لتحديد أفضل توقيت للبيع أو الشراء، وهو ما يوضحه موقع نبأ مصر بالتفصيل في السطور التالية.
وفقًا لآخر نشرة صادرة عن منصات التسعير المحلية، قفز جرام الذهب عيار 24 إلى 413.94 ريال، وهو المستوى الأعلى منذ أسبوعين، بينما بلغ عيار 22 نحو 379.45 ريال، وارتفع عيار 21، الأكثر تداولاً في المملكة، إلى 362.20 ريال، وسجل عيار 18 مستوى 310.46 ريال، في حين استقر عيار 14 عند 241.47 ريال، أما الجنيه الذهب عيار 24 فقد حقق 3,973.85 ريال، ما يعكس حالة الطلب القوي من فئة المدخرين الراغبين في اقتناء أصول صغيرة الحجم وسهلة التسييل.
بالإضافة إلى المشغولات، يحتل الاستثمار في السبائك مكانة متنامية بين السعوديين، خاصة مع ارتفاع الوعي بأهمية تنويع المحافظ وحماية القوة الشرائية للأصول، حيث بلغ سعر سبيكة 1 جرام 562 ريالاً، وسجلت سبيكة 2.5 جرام 1,352 ريالاً، وصعدت سبيكة 5 جرامات إلى 2,392 ريالاً، بينما وصلت سبيكة 10 جرامات إلى 4,534 ريالاً، لتسجل سبيكة 20 جراماً 8,902 ريالات، ولمن يفضلون الأحجام الأكبر، لامست سبيكة 50 جراماً 21,632 ريالاً، بينما تخطت سبيكة 100 جرام حاجز 43,056 ريالاً، وسجل الكيلو الذهبي الكامل 427,648 ريالاً.
يرجع بعض الخبراء هذا الارتفاع في أسعار الذهب إلى مزيج من العوامل، أبرزها تراجع العوائد الحقيقية على السندات الأميركية، ما يقلص تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن النفيس، بالإضافة إلى ضعف الدولار أمام سلة العملات الرئيسية، وتزايد التوقعات بأن البنوك المركزية في الشرق الأوسط ستواصل تعزيز احتياطياتها الذهبية كوسيلة للتحوط من تقلبات العملة، كما أدى الإقبال المتجدد من صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب (ETFs) إلى ضخ سيولة إضافية في السوق الفورية.
ينصح خبراء الاستثمار الراغبين في الدخول الآن بتقسيم المشتريات على دفعات متباعدة زمنياً لتقليل أثر التذبذب السعري، والاحتفاظ بجزء من المحفظة في السيولة لاستغلال أي حركة تصحيحية محتملة، كما يُفضل تحديد هدف زمني واضح: هل هو ادخار طويل الأجل ضد التضخم، أم مضاربة قصيرة الأجل على موجة الصعود الحالية؟ وفي كل الأحوال، تبقى متابعة المؤشرات الاقتصادية الأميركية، وعلى رأسها بيانات التضخم والوظائف، عامل الحسم في رسم مسار الذهب خلال الأسابيع المقبلة.
مع استمرار حالة الضبابية الجيوسياسية وارتفاع أسعار النفط، يتوقع مراقبون بقاء الذهب في نطاق مرتفع نسبياً حتى نهاية الربع الثالث، وربما اختبار حاجز 2,500 دولار للأونصة عالمياً إذا تراجع الدولار أكثر، وفي السوق السعودية، يُرجح أن يتماسك جرام 21 حول مستوى 360-370 ريالاً، مع فرص اختراق جديدة إذا استمرت تدفقات الشراء على السبائك من الأفراد والمؤسسات، في ضوء ما سبق، تبدو حركة الذهب السعودية اليوم انعكاساً لصراع شد وجذب بين المخاوف التضخمية وإغراءات العوائد المرتفعة في أدوات الدين، ما يجعل القرار الاستثماري مرهوناً بقدرة كل مستثمر على قراءة المشهد الكلي وتحديد شهيته للمخاطر، وبينما لا توجد توصية واحدة تناسب الجميع.