كشف الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالأمم المتحدة سابقًا، عن أن العمليات العسكرية الأخيرة ضد إيران استهدفت ثلاثة مواقع يشتبه في ارتباطها بتصنيع القنابل النووية، من بينها مواقع قديمة أعلنت إيران سابقًا أنها توقفت عن استخدامها.
حرب إسرائيل وإيران.
وأشار أبو شادي في حديثه مع الإعلامية حبيبة عمر على قناة «القاهرة الإخبارية» إلى أن الهجوم استهدف أكثر من 100 موقع عسكري ونووي، بما في ذلك منشآت حساسة للغاية، وقد أسفر عن مقتل 6 من العلماء النوويين وأكثر من 20 قائدًا بارزًا في البرنامج النووي الإيراني.
وأكد أن الهجوم طال أيضًا موقع مفاعل أراك للماء الثقيل، الذي يشبه إلى حد كبير مفاعل ديمونا الإسرائيلي والمخصص لإنتاج البلوتونيوم، مشيرًا إلى أن هذا المفاعل لا يزال قيد البناء منذ أكثر من 30 عامًا، وقد أصابت الضربات أجزاء من هيكله، لكنه لا يحتوي على مواد نووية، ولا يمثل خطرًا كبيرًا في الوقت الراهن.
وأضاف أن الهجوم شمل العديد من المواقع النووية الهامة، وأبرزها منشأة نطنز، التي تُعد من أشهر مواقع تخصيب اليورانيوم في إيران، حيث تحتوي المنشأة على مصنعين: واحد فوق الأرض لأغراض تجريبية وذو قدرة محدودة، والآخر تحت الأرض بعمق يصل إلى 80 مترًا ويضم حوالي 11 ألف وحدة تخصيب
كما أشار إلى أن الهجوم ألحق أضرارًا هيكلية بالموقع السطحي، مع تسرب بسيط لبعض المواد منخفضة الإشعاع، لكنه استبعد أن تكون الضربات قد وصلت إلى الموقع العميق تحت الأرض.
ورغم ذلك، أوضح أبو شادي أن إسرائيل لم تستهدف بعد أهم المنشآت النووية الإيرانية، مثل مفاعل فوردو قرب مدينة قم، الذي يقع على عمق يقارب 100 متر تحت الأرض، مما يجعله منيعًا أمام معظم أنواع الصواريخ التقليدية، ولا يمكن تدميره إلا باستخدام قنابل نووية، وهو أمر يبدو مستبعدًا في الوقت الحالي.