تشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا دراماتيكيًا في الأحداث، حيث تتزايد الاضطرابات والتوترات الجيوسياسية في الآونة الأخيرة، وقد كانت العمليات العسكرية الجوية التي شنتها إسرائيل على بعض المواقع، والتي استهدفت البنية التحتية النووية والعسكرية، بمثابة تصعيد حاد في مستوى التوترات، مما ينذر بعواقب واسعة على الأمن العالمي والتجارة الدولية.
الملاحة البحرية.
كما أدت الضربات الجوية الليلية التي نفذتها إسرائيل إلى ارتفاع أسعار الشحن وأسهم شركات ناقلات النفط يوم الجمعة، ويتوقع المتداولون والمستثمرون حدوث اضطراب في قطاع شحن النفط العالمي، واستمرار العمليات العسكرية على إيران لعدة أيام سيؤثر سلبًا على التجارة العالمية، وفقًا لما أفاد به موقع “إيكونوميك تايمز”.
الملاحة البحرية.
تحتوي منطقة الشرق الأوسط على بعض من أهم الممرات المائية في العالم، ويعتبر مضيق هرمز مصدر قلق كبير للتجارة العالمية، حيث يعبر منه حوالي ربع نفط العالم، وأي محاولات إيرانية لتعطيل هذا الممر ستؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط العالمية، مما يؤثر على سلاسل إمداد الطاقة والاقتصادات المتأثرة بعوامل التضخم، لذا فإن استقرار طرق التجارة، وتكلفة الشحن، وتدفق البضائع كلها معرضة للاضطراب، كما أن البحر الأحمر، وهو طريق بحري حيوي آخر، قد يتأثر بالتوترات بين إيران وإسرائيل، مما يؤثر على التجارة بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، ويشكل مصدر قلق آخر نظرًا لتحوله إلى هدف متكرر لهجمات الحوثيين في اليمن المدعومين من طهران.
قال الدكتور منير شافعي، الخبير الاقتصادي، في تصريح سابق لموقع “نبأ مصر” إن هذا التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران قد زاد من حدة التوترات الجيوسياسية في المنطقة، ويمتد تأثير هذه الهجمات إلى الجوانب الاقتصادية التي تمس الأسواق العالمية والإقليمية، ومع تصاعد التوترات، ارتفعت أسعار الخام عالميًا، وفي ظل زيادة المخاطر الأمنية في البحر الأحمر ومضيق هرمز، بدأت بعض خطوط الملاحة في تغيير مساراتها، وهذا الاتجاه قد يؤدي إلى تراجع إيرادات قناة السويس، كما أن تلك التوترات ستؤدي إلى اضطراب في سلاسل الإمداد العالمية، لأن الممرات الملاحية المتأثرة بالنزاع تلعب دورًا محوريًا في التجارة الدولية، وأي تعطيل لهذه المسارات سينعكس مباشرة على تكلفة السلع ومواعيد التسليم.
وحذرت منظمة التجارة العالمية في أحدث تقاريرها من مخاطر تعطل التجارة بسبب التوتر الجيوسياسي وتفاقم أزمة الشرق الأوسط، حيث أدت الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر إلى تغيير في مسار التجارة بين أوروبا وآسيا، وقد حذرت شركات الشحن البحري من وجود مخاطر تهدد الممرات البحرية الرئيسية في المنطقة عقب الضربات التي شنتها إسرائيل ضد إيران، والتي تشكل تصعيدًا كبيرًا في منطقة حيوية لإمدادات النفط والتجارة العالمية.
ووفقًا لموقع “بلومبرغ”، حذرت شركات الشحن من تفاقم الأوضاع، مطالبة السفن التجارية التي تدخل المنطقة باتخاذ احتياطات إضافية أو تجنب الإبحار في تلك المياه بالكامل، وأوضحت إحدى الشركات، وهي “إي أو إس ريسك غروب” (EOS Risk Group)، أن السفن التي تمر عبر المياه المحيطة بإسرائيل أو إيران أو سوريا أو مصر أو قبرص أو قناة السويس ينبغي أن تُجري تدريبات طوارئ، وتحافظ على التواصل المستمر مع بعثات أجنبية أو قوات عسكرية محلية، وتفادى وجود أي أفراد على أسطح السفن أثناء العبور.
وذكر موقع “بلومبرغ” أنه اطلع على مذكرة تحذيرية أخرى صادرة عن شركة الأمن البحري “أمبري” (Ambrey) تفيد بأن السفن بحاجة إلى إجراء مراجعة دقيقة وإعادة توجيه مساراتها بعيدًا عن المنطقة إذا لزم الأمر، وذلك على خلفية المخاوف الإسرائيلية من رد انتقامي محتمل من إيران.