قال الدكتور إن تأثير الهجمات الإسرائيلية على إيران سيكون له تداعيات سلبية على الاقتصاد المصري والعالمي، حيث يتوقف ذلك على مستوى التصعيد وطبيعته الجيوسياسية، فالأحداث العسكرية بين البلدين ليست محلية فحسب بل تمتد آثارها إلى أسواق الطاقة والتجارة والسيولة المالية، خاصة إذا تطور الصراع إلى نزاع إقليمي، وهو ما ستكون عواقبه وخيمة وخطيرة.
أوضح الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ«نبأ مصر» أن زيادة الصراع ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط الذي تستورده مصر مما سيزيد من تكلفة دعم الطاقة، وارتفاع فاتورة الواردات، وزيادة العجز في الميزان التجاري.
واستكمل قائلا إنه في حال تعطل إمدادات الغاز من إسرائيل وهو أمر وارد في حالة التصعيد، قد تفقد مصر جزءًا من عوائد تصدير الغاز المسال من محطة إدكو ودمياط.
وأضاف ياسر أن التوتر الإقليمي في المنطقة سيقلل من تدفق السياحة الأجنبية إلى مصر، وخاصة في سيناء والبحر الأحمر مما سيؤثر سلبًا على العملة الصعبة ويزيد الضغط على الجنيه المصري.
وأشار العالم إلى أن اتساع النزاع في المنطقة، خاصة في مضيق هرمز وباب المندب، سيؤثر على حركة الملاحة في قناة السويس مما يؤدي إلى تراجع حركة السفن وانخفاض إيرادات القناة، لافتًا إلى أنها المصدر الرئيسي للنقد الأجنبي في مصر، مضيفًا أنه سيزيد من تكاليف التأمين على السفن العابرة.
وأضاف أن هذه التداعيات ستؤدي إلى تراجع ثقة المستثمرين، مما سيؤثر على الاستثمار الأجنبي في منطقة الشرق الأوسط، ويؤدي إلى هروب الأموال الساخنة وتراجع الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة.
وأردف ياسر أن مصر تعتمد بشكل كبير على استيراد القمح والمواد الغذائية من الأسواق العالمية، فتوتر الأسواق العالمية سيخلق العديد من السلبيات مثل ارتفاع أسعار الاستيراد، وزيادة التضخم الداخلي، وضغوط اجتماعية واقتصادية على الشأن الداخلي للمجتمع المصري.
أكد الخبير الاقتصادي أن الهجمات الإسرائيلية والإيرانية سترفع أسعار النفط والغاز عالميًا، خاصة إذا تضررت منشآت أو ممرات حيوية مثل مضيق هرمز الذي يمر عبره نحو 20% من النفط العالمي، مما سيؤثر على تكلفة الإنتاج العالمي، ومستويات التضخم، وسياسات الفائدة المركزية مثل الفيدرالي الأمريكي، مشيرًا إلى أن التضخم وسلاسل التوريد ستتأثر من خلال ارتفاع أسعار الشحن والنفط مما ينعكس في زيادة تكاليف النقل، واضطراب سلاسل التوريد في قطاعات مثل الصناعة والغذاء، مما يزيد الضغط على الاقتصادات النامية والمستوردة للطاقة.
وقال ياسر إن هذه التداعيات ستؤدي إلى اتجاه المستثمرين إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار والفرنك السويسري، مما سينتج عنه تراجع في البورصات الناشئة والعملات الضعيفة، وهروب رؤوس الأموال من الأسواق الهشة، مشيرًا إلى أن التجارة الدولية ستتأثر أيضًا بأي تهديد للممرات البحرية مثل هرمز، باب المندب، وقناة السويس، من خلال تعطيل التجارة بين آسيا وأوروبا، وارتفاع التكاليف البحرية، وضغوط تضخمية عالمية.
وفي النهاية، أفاد العالم أن التأثيرات على الاقتصاد المصري ستظهر بسرعة وبشكل مباشر نظرًا لموقع مصر الجغرافي وارتباطها بأسواق الطاقة والسياحة والتجارة الدولية، أما التأثيرات على الاقتصاد العالمي فستتفاوت حسب مدى درجة وحجم تصعيد النزاع في المنطقة، فكلما اتسع الصراع زادت احتمالات الركود التضخمي العالمي.