أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المحادثات التجارية الحالية بين الولايات المتحدة والصين تسير نحو “تقدم جيد جدًا”، في وقت يسعى فيه الجانبان لتخفيف التوترات المتعلقة بصادرات التكنولوجيا والعناصر الأرضية النادرة.
جاءت تصريحات ترامب بعد اليوم الأول من المحادثات رفيعة المستوى التي استؤنفت في العاصمة البريطانية لندن، واستمرت لأكثر من ست ساعات في مبنى “لانكستر هاوس” التاريخي، القريب من قصر باكنغهام.
أنهى الجانبان أولى جلسات المفاوضات مساء الإثنين، ومن المقرر أن تتواصل المحادثات صباح الثلاثاء في العاشرة بتوقيت لندن، ووفق مصادر مطلعة، فقد شملت المباحثات قضايا تتعلق بضوابط التصدير الأمريكية، والوصول إلى الأسواق، والتدابير الحمائية المتبادلة.
قاد الوفد الأمريكي وزير الخزانة سكوت بيسنت، بمشاركة وزير التجارة هوارد لوتنيك والممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير، مما يعكس أهمية الملف من منظور الإدارة الأمريكية، وأكد بيسنت أن “الاجتماع كان جيدًا”، بينما وصف لوتنيك المباحثات بـ”المثمرة”.
ترأس الوفد الصيني نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ، برفقة وزير التجارة وانغ وينتاو ونائبه لي تشينغقانغ، المعروف بخبرته الواسعة في شؤون التجارة الدولية، وغادر الوفد الصيني مقر الاجتماع دون الإدلاء بتصريحات، لكن التلفزيون المركزي الصيني أشار إلى أن بكين “جادة” في المفاوضات، مع “التمسك بالمبادئ الأساسية”.
تدرس واشنطن إلغاء بعض القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا الأمريكية، مقابل التزام صيني بتخفيف القيود على صادرات العناصر الأرضية النادرة، التي تعتبر أساسية لصناعات استراتيجية مثل الدفاع والطاقة والاتصالات.
قال ترامب للصحفيين: “نتلقى تقارير إيجابية فقط، لكن الصين لم تكن شريكًا سهلاً”، مضيفًا: “نرغب في فتح السوق الصينية أمام الشركات الأمريكية”، لكنه لم يقدم التزامًا واضحًا بشأن رفع القيود، مكتفيًا بالقول: “سنرى”
في المقابل، كشف كيفن هاسيت، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني، أن الإدارة الأمريكية قد تتجه لتخفيف بعض القيود، باستثناء الرقائق الإلكترونية المتقدمة مثل H2O من شركة Nvidia المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
تفاعلت الأسواق المالية بشكل إيجابي مع الأنباء، إذ ارتفعت الأسهم الآسيوية صباح الثلاثاء، واقترب مؤشر S&P 500 الأمريكي من أعلى مستوياته منذ فبراير، مدفوعًا بموجة التفاؤل بشأن المحادثات.
تأتي هذه الجولة من المفاوضات بعد شهر من الاجتماع الأخير الذي عُقد في جنيف، والذي تمخض عن اتفاق مؤقت لتجميد الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، لإتاحة المجال لمعالجة الخلافات الهيكلية في العلاقات التجارية، خصوصًا ما يتعلق بالميزان التجاري بين البلدين.
ورغم هذا الاتفاق، لم تسجل المبادلات التجارية بين البلدين تحسنًا ملموسًا، إذ انخفضت الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بأكبر نسبة منذ بداية جائحة كورونا، فيما تراجعت الواردات الصينية من السلع الأمريكية بنسبة 20% في مايو الماضي.
في السياق ذاته، قلل رن تشنغفي، مؤسس شركة هواوي، من تأثير العقوبات الأمريكية على قطاع التكنولوجيا الصيني، مشيرًا إلى قدرة الشركات المحلية على تطوير تقنيات بديلة، مثل تغليف الرقائق وتكديسها، لتحقيق نتائج مشابهة لتلك التي توفرها الرقائق الأمريكية المتقدمة.
جاء اتصال هاتفي جرى الأسبوع الماضي بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ ليضفي زخمًا على جهود الطرفين لإنهاء النزاع التجاري المستمر منذ سنوات، والذي تسبب في اضطرابات اقتصادية كبرى لكلا البلدين، وسط قلق الشركات من البيئة التجارية غير المستقرة.