في ظل التحولات الموسمية التي يشهدها السوق المصري، تواصل أسعار اللحوم الحمراء البلدية والمجمدة والسوداني تصدر المشهد الاقتصادي، حيث يتزايد الاهتمام الشعبي والحكومي بها بشكل ملحوظ.
ورصدت تقارير رسمية صادرة عن وزارة التموين وغرفة الصناعات الغذائية استقرارًا نسبيًا في الأسعار، رغم ارتفاع الطلب بعد موسم العيد، وهذا يعد مؤشرًا إيجابيًا على قدرة السوق على تحقيق التوازن بين العرض والطلب دون تحميل المواطن أعباء إضافية.
يعتبر عيد الأضحى من أكثر الفترات استهلاكًا للحوم الحمراء في مصر، ومع انقضاء الموسم، تبدأ الأسعار عادةً في التراجع أو الاستقرار، إلا أن ما حدث هذا العام كان مختلفًا بعض الشيء.
وأظهرت بيانات رسمية استقرار أسعار اللحوم الحمراء البلدية والمجمدة والسوداني في معظم المحافظات، مع تسجيل تباينات طفيفة تعكس الفروقات الجغرافية وتكاليف النقل والتوزيع.
وفقًا لما تم رصده في جولة بأسواق القاهرة والجيزة والشرقية والدقهلية، جاءت الأسعار على النحو التالي:
اللحم الكندوز البلدي: ارتفع بشكل طفيف من 330 جنيهًا إلى 340 جنيهًا للكيلو
لحم الضأن البلدي: بلغ متوسط السعر 370 جنيهًا للكيلو، بعد أن كان 360 جنيهًا
الكبد البلدي: شهد ارتفاعًا ملحوظًا ليصل إلى 400 جنيه، بزيادة قدرها 10 جنيهات
لحم الجمل: سجل استقرارًا عند أسعار تتراوح بين 250 و260 جنيهًا للكيلو، بحسب المنطقة
هذا التوازن في الأسعار يُظهر، وفقًا لحسين أبو صدام رئيس اتحاد المزارعين، مدى نجاح الحكومة في إدارة ملف الثروة الحيوانية.
وأوضح في تصريحات صحفية أن وفرة المعروض الناتجة عن دعم مشاريع التربية المحلية وتوسيع المنافذ الاستهلاكية ساهمت في حماية السوق من تقلبات الأسعار التي اعتادت الأسر المصرية على مواجهتها في مثل هذه الفترات.
في وقت تلعب فيه اللحوم المجمدة دورًا استراتيجيًا في دعم السوق، جاءت أسعار اللحوم الحمراء المجمدة والسوداني كخيار بديل يلجأ إليه قطاع واسع من المستهلكين بحثًا عن الجودة المقبولة والسعر المناسب.
وقد تفاوتت الأسعار اليوم في المنافذ الحكومية والمجمعات الاستهلاكية على النحو التالي:
اللحم البرازيلي المجمد: 250 جنيهًا للكيلو، الكبد المستورد (البرازيلي): 145 جنيهًا للكيلو
اللحم البلدي الطازج في المنافذ: 280 جنيهًا للكيلو، وهو أقل من أسعار السوق الحرة
أما اللحوم السودانية، والتي تُعد خيارًا شائعًا لدى شرائح واسعة من المصريين نظرًا لجودتها العالية وسعرها المتوسط، فتتراوح أسعارها ما بين 200 و230 جنيهًا للكيلو، بحسب بيانات وزارة التموين.
لم تعد اللحوم الحمراء مقتصرة على الكندوز والضأن فقط، بل باتت المنتجات المصنعة مثل الهمبرجر والسجق من الأصناف التي تشهد طلبًا متزايدًا، خاصة بين فئة الشباب والعائلات التي تبحث عن الوجبات السريعة.
وفي هذا السياق، جاءت الأسعار كما يلي:
اللحم المفروم البلدي: من 300 إلى 370 جنيهًا للكيلو
سجق اللحم العادي: 225 جنيهًا
السجق المتخصص أو البلدي الفاخر: 360 جنيهًا
الهمبرجر المحلي والمفروم المصنع: 380 جنيهًا
الدهن الحيواني (جمل أو بقري): 200 جنيه للكيلو
وتُستخدم هذه الأصناف بكثرة في المناسبات العائلية والمطاعم، وهو ما يجعلها مؤشرًا إضافيًا لحركة السوق وتغيراته.
لا يمكن الحديث عن أسعار اللحوم الحمراء البلدية والمجمدة والسوداني دون التطرق إلى الدور الفاعل الذي تلعبه المنافذ الحكومية ومبادرات الدولة.
حيث عملت وزارة التموين بالتعاون مع وزارة الزراعة على توفير كميات ضخمة من اللحوم في المجمعات الاستهلاكية بأسعار مدعمة، وذلك من خلال:
زيادة الاستيراد من مصادر موثوقة مثل البرازيل والسودان والهند.
دعم مشروعات الإنتاج المحلي وتقليل الفاقد خلال الذبح والنقل.
إطلاق مبادرات موسمية مثل “أهلاً بالعيد” و”خير بلدنا”، التي تستهدف توفير اللحوم بأسعار تقل بنسبة 15-25% عن السوق الحر.
ويؤكد مسؤولو التموين أن هذه المبادرات لا تهدف فقط لتخفيض الأسعار، بل أيضًا لتحسين جودة المنتجات المعروضة وتوفير بدائل آمنة وصحية.
يعكس استقرار أسعار اللحوم الحمراء البلدية والمجمدة والسوداني هذا العام نجاحًا نسبيًا في السياسات الحكومية الرامية إلى حماية المستهلك، في ظل ضغوط اقتصادية صعبة تمر بها البلاد.
وبينما تواصل الحكومة جهودها لضبط السوق وتوفير بدائل بأسعار تنافسية، يبقى التحدي الحقيقي في ضمان استمرار هذا الاستقرار وتوسيع شبكة التوزيع لتشمل جميع الطبقات الاجتماعية دون استثناء.