أصدر الدكتور محمد الجمل، رئيس الاتحاد الدولي لأبناء مصر بالخارج، بيانا أعرب فيه عن اهتمامه الشديد ودهشته من بعض التصريحات وردود الأفعال المتعلقة بنقل مقر جامعة الدول العربية خارج القاهرة واختيار الأمين العام لها.
وأضاف “الجمل” في البيان: “نحن الآن في لحظة تاريخية فارقة، وعلينا أن نركز على الأولويات، حيث تواجه مصر ضغوطا كثيرة، وعلينا أن نعمل معا ونحدد أولوياتنا بدقة أكبر”
وتابع: “هذا الموضوع لا يحسم من خلال المناقشات البيزنطية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل يتطلب مستندات تاريخية، وكنت أتمنى أن يكون النقاش حول تفعيل دور الجامعة العربية”
وأضاف: “كنت أتمنى أن يكون النقاش حول تفعيل دور الجامعة العربية بدلاً من المساس بثوابت وميثاقها”
وأشار إلى أن “مصر، منذ عام 1944 وحتى الآن، لها مكانتها التاريخية ودورها الإقليمي، وهي الفاعل الرئيسي في المنطقة، وأتمنى من الإخوة والأخوات الذين يناقشون هذا الموضوع أن يراجعوا التاريخ وثوابت الأمور، فقد تأسست الجامعة العربية في عام 1945 بعد مباحثات قام بها مصطفى النحاس باشا ورؤساء الحكومات العربية حول كيفية قيام وحدة عربية”.
كما أشار إلى أنه، قبل هذا بقليل، وفي عام 1944، كان هناك بروتوكول الإسكندرية الذي نص على تشكيل جامعة من دول عربية مستقلة تقبل الانضمام، وأن يؤلف لها مجلس يسمى بمجلس الدول العربية، وتكون القرارات ملزمة لمن يقبلها، ولا يجوز استخدام القوة لفض المنازعات، ولا استخدام سياسة خارجية تضر بسياسة الجامعة، وبعد هذا البروتوكول جاء إعلان ميثاق جامعة الدول العربية في 22 مارس 1945، الذي ينص صراحة على أن القاهرة هي الدولة المقر الدائم، وأن الأمين العام يجب أن يكون من أبناء مصر، وبذلك أقول للجميع جافت الأقلام وطويت الصحف، وحسم الأمر، وآمل أن ينتهي النقاش حول هذا الموضوع.
ويجب أن نشير إلى أنه كان هناك استثناءات قليلة في تاريخ الجامعة العربية، حيث تم تعليق عضوية مصر في الفترة ما بين 1979 إلى 1989 بسبب اتفاقية كامب ديفيد، وتم نقل المقر إلى تونس، وأعيدت عضوية مصر إليها في عام 1989، وعاد المقر إلى القاهرة عام 1990.
مرة أخرى، فإن نص ميثاق الجامعة العربية وأيضا العرف الدبلوماسي يؤكدان أن المقر الدائم للجامعة العربية هو القاهرة.
وأدعو الجميع إلى ضبط النفس وتوجيه الجهود نحو الموضوع الأكثر أهمية الآن، وهو ما يجري في غزة من انتهاكات وجرائم لم يشهدها التاريخ، حيث يوجد تخطيط خبيث لتهجير الفلسطينيين، والضغوط كثيرة وهائلة وقوية لإجبار مصر على المشاركة في عملية التهجير الكبيرة.
وإنهاء القضية الفلسطينية، حيث تعمل إسرائيل، بمساندة أمريكية وغربية، جاهدة لإجبار أهل غزة على النزوح والاقتراب من الحدود المصرية، بينما نيرانهم المجرمة تشتعل، ويتم ذلك باستخدام القوة وأسلحة الدمار، وأيضا باستخدام التجويع ومنع المساعدات الإنسانية، وهنا أُحذر وأدعو الدول العربية والعالمية إلى أن يكون توزيع المعونات الإنسانية عن طريق الأمم المتحدة، ولا يكون عن طريق شركات أخرى، خاصة أمريكية أو غربية، والتي يقودها خبراء في الحروب.
إسرائيل وأمريكا والغرب، وللأسف بعض الدول العربية، يضغطون على مصر كي تفتح حدودها وتقبل أكثر من مليون فلسطيني للإقامة في سيناء، وبهذا تنتهي القضية الفلسطينية من ناحية، ومن ناحية أخرى، إذا ثبتت مصر على موقفها الحالي المشرف، ولم تسمح لأحد أن يأخذ جزءا من تراب سيناء، فقد تتعرض لحملة إعلامية شعواء وباطلة، وقد يُقال إن مصر لم تسمح لإخوانهم بالدخول إليها ولم تحميهم من القتل أو الجوع، ولكن هذا لن يحدث بفضل الله القوي العزيز، وبفضل سياسة الحكومة المصرية الرشيدة وقيادتها الحكيمة، نعم هناك ضغوط قوية على حكومتنا، ولكن الله أقوى، وشعبنا وحكومتنا أقوى، علينا أن نقف مع حكومتنا وجيشنا ورئيسنا، ونساندهم بالقول والفعل والعمل، وعاشت مصر حرة عربية.