ارتبط اسم مي عز الدين لسنوات بالرقة والبراءة والملامح الشرقية الجذابة، حيث استطاعت رسم مسار درامي خاص بها في السينما والتلفزيون، مما جعلها واحدة من أبرز نجمات جيلها.

مقال له علاقة: إيرادات أفلام عيد الأضحى 2025 ترفع مستوى المنافسة في شباك التذاكر
ورغم أن سيرتها الفنية تضم عددًا كبيرًا من الأعمال الناجحة، إلا أن خشبة المسرح لم تكن لها مكانة بارزة في مشوارها، حتى فاجأت الجمهور مؤخرًا بتجربة مسرحية أثارت تفاعلًا واسعًا عبر السوشيال ميديا.
مي عز الدين.
مي عز الدين تنشر صورًا من المسرح لأول مرة: بداية جديدة أم عودة من الباب الخلفي؟
نشرت مي عز الدين عبر حسابها الرسمي على منصة «» مجموعة من الصور من كواليس أحد المسارح، وعلّقت بكلمات صادقة تعكس مدى تأثرها بالتجربة المسرحية الأولى، والتي جعلتها تعيد النظر في خشبة المسرح قائلة: «ياريتني جربت المسرح من بدري»
هذه الجملة، رغم عفويتها، تحمل اعترافًا ضمنيًا بأن مي قد تكون أضاعت سنوات كانت يمكن أن تمنحها تجارب مسرحية أكثر ثراءً.
الصور التي شاركتها الفنانة لاقت تفاعلًا كبيرًا، ليس فقط من جمهورها العريض، بل أيضًا من زملاء المهنة الذين باركوا لها على الخطوة الجديدة، مؤكدين أن المسرح بحاجة لوجوه موهوبة مثلها.
“زواج اصطناعي”: أول تجربة مسرحية لـ مي عز الدين
اختارت مي عز الدين أن تكون أول تجربة لها على المسرح من خلال مسرحية «زواج اصطناعي»، وهو عمل كوميدي اجتماعي يناقش فكرة العلاقات العصرية في قالب ساخر.
وعُرضت المسرحية في أحد المسارح الخاصة بالقاهرة، وشهدت حضورًا جماهيريًا لافتًا، مما شجع مي على التفكير جديًا في الاستمرار بهذا النوع من الفن.
في تصريحات إعلامية سابقة، قالت مي: «دي المرة الأولى اللي أقف فيها على المسرح، وسبحان الله حبيت المسرح جدًا، والجمهور كان استقباله حلو جدًا، وده خلاني أحب أشتغل في المسرح تاني»
هذه العبارات توحي بأننا أمام فنانة أعادت اكتشاف ذاتها من جديد، واكتشفت شغفًا جديدًا قد يشكل منعطفًا مهمًا في مسيرتها.
اقرأ كمان: ساقية الصاوي تحتفي بذكرى الشيخ رفعت من خلال عرض فني مميز لفيلم “الوصية”
مي عز الدين.. بين الشاشة وخشبة المسرح
من المعروف أن مي عز الدين تميزت بأداء الأدوار الدرامية والرومانسية، بدءًا من ظهورها في فيلم رحلة حب مع محمد فؤاد، مرورًا بأعمال مثل عمر وسلمى ودلع بنات والشك، وصولًا إلى مسلسلات رمضان الناجحة التي أثبتت بها أقدامها بين نجمات الصف الأول، غير أن جمهور المسرح، وعلى عكس جمهور الشاشة، يطالب النجم بلحظة صدق مباشر على الخشبة، وهو ما يبدو أن مي قد أدركته جيدًا.
فهي تقول بوضوح: «الشخص بيتحول لما بيطلع على المسرح، احساس حلو أوي أنك ترسم الضحكة على وش المشاهد، ده في حد ذاته احساس نفسي أوي»
وتعتبر هذه الجملة تعبيرًا عن الجانب الإنساني والوجداني للفنانة، وتظهر مدى تقديرها لتلك اللحظة الإنسانية التي تربطها مباشرة بالجمهور دون وسائط.
الجمهور يرحب بعودة مي عز الدين
أبدت هذه العبارات تلقائية في ظاهرها، تعكس حجم المحبة التي يحظى بها اسم مي عز الدين، وتؤكد أن الجمهور كان ينتظر عودتها بأي شكل فني، حتى لو لم يكن دراميًا تقليديًا.
هل تصبح خشبة المسرح محطة دائمة في مسيرة مي عز الدين؟
يبقى السؤال الآن: هل ستستثمر مي عز الدين نجاحها المسرحي الأول في تكوين رصيد جديد على خشبة المسرح؟ وهل ستتوجه نحو المسرح الكلاسيكي، أم تستمر في العروض الكوميدية ذات الطابع الخفيف؟ ما نعرفه حتى الآن أنها أبدت رغبتها الصادقة في تكرار التجربة، مما يعني أن جمهور المسرح قد يرى اسم مي عز الدين على الأفيشات مجددًا، وربما بشكل متكرر في المواسم القادمة
المسرح يعيد رسم ملامح مي عز الدين
من الملفت للنظر أن عودة مي عز الدين للمسرح لم تكن مجرد تجربة، بل كانت انعكاسًا لتطور داخلي ونضوج فني.
فهي لم تكن بحاجة لإثبات نجوميتها، لكنها أرادت خوض تجربة تعيدها إلى لحظة الصفر، إلى تلك اللحظة التي يشعر فيها الفنان أنه “يتعلم من جديد”، ويكتشف مدى حب الناس له.
المسرح، كما تصفه مي، هو المكان الذي يضع الفنان في مواجهة حقيقية مع جمهوره، بلا فلاتر ولا مونتاج، مما يجعله فنًا لا يقبل المجاملة ولا الادعاء.
لذا فربما تكون هذه التجربة قد أعادت إحياء جزء خفي في شخصية مي، ذلك الجزء الذي لم يُكشف بعد في الدراما أو السينما.
الخاتمة: مي عز الدين على مفترق فني جديد
تمتلك مي عز الدين كل المقومات التي تجعل منها نجمة مسرحية من الطراز الرفيع: الموهبة، الحضور، الذكاء، وخفة الظل
ومع أن هذه التجربة جاءت متأخرة، إلا أنها قد تكون الخطوة الأولى نحو مسار جديد يضيف لرصيدها الفني المتنوع.
وإن كان المسرح يحتاج إلى نجوم حقيقيين، فـ مي عز الدين أثبتت أنها قادرة على التألق حتى في أعرق وأصعب الفنون.
تعليقات