بين خيام النزوح وركام المنازل، وبين أصوات المدافع ونداءات التكبير، استيقظ الفلسطينيون في قطاع غزة صباح عيد الأضحى المبارك، لا على زينة العيد ولا على أجواء الفرح، بل على دوي القصف الإسرائيلي المتواصل، للعيد الثاني على التوالي منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023.

ممكن يعجبك: ترامب يعلن عن قرب وقف الحرب في غزة وإقرار هدنة بين حماس وإسرائيل
صلاة العيد في غزة تحت النار
رغم استمرار الحرب الإسرائيلية للشهر العشرين، أدى أهالي غزة صلاة العيد في ظروف إنسانية استثنائية، حيث امتلأت بعض الخيام ومراكز الإيواء والمناطق المدمرة بمصلين تحدّوا الموت، وأدوا صلاتهم فوق الأنقاض، وسط غياب شبه تام لمظاهر العيد المعتادة.
وتداول ناشطون مقاطع مصوّرة لمواطنين يؤدون الصلاة بين الركام، فيما صدحت تكبيرات العيد في سماء خانقة تحت الحصار، في مشهد يُجسّد إصرار هذا الشعب على التمسك بالحياة.
شوف كمان: حماس تقدم ردها على مقترح وقف إطلاق النار في غزة وتحركات جديدة في المنطقة
وفي خطبة العيد من مخيم جباليا، قال أحد الخطباء: “الاحتلال فشل في كسر إرادتنا.. ورغم التجويع والقتل والدمار، نُصلي اليوم ونُكّبر، لأننا أحياء بإرادتنا الحرة”
عيد الأضحى، الذي يُعرف بعيد الأضاحي، مرّ على سكان غزة دون أضاحٍ، ولا ألعاب للأطفال، ولا حلوى أو زينة، بفعل الحصار الخانق ومنع دخول المواد الغذائية واللحوم وغاز الطهي، ورغم ذلك، حاولت بعض الأسر أن تصنع فرحًا رمزيًا، مثل إعداد كعك العيد فوق الركام، في خان يونس، في مشهد يفيض بالألم والصمود.
لم تتوقف الحرب في العيد، بل ازدادت، ففي فجر أول أيام العيد، شنت قوات الاحتلال غارات دموية على مناطق متعددة في غزة، خاصة وسط وشمال خان يونس، وأسفرت الهجمات عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة المئات.
وفي واحدة من أبشع المجازر، استهدفت غارة خيمة للنازحين قرب شارع “روني” بخان يونس، مما أدى إلى استشهاد 7 أشخاص، بينهم ثلاثة صحفيين، وهم إسماعيل بدح، سليمان حجاج، وسمير الرفاعي، كما استشهد الصحفي أحمد قلجة في غارة أخرى على ساحة مستشفى المعمداني، ليرتفع عدد شهداء الصحافة إلى 226 صحفيًا منذ بدء الحرب.
المجاعة تحصد أرواح الأطفال
بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، استشهد خلال 24 ساعة فقط أكثر من 70 فلسطينيًا، فيما تجاوز عدد الشهداء منذ بدء العدوان 54,677 شهيدًا، معظمهم من النساء والأطفال، وسجلت أيضًا وفاة أكثر من 60 طفلًا بسبب الجوع وسوء التغذية، نتيجة إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء.
وفي الضفة الغربية، لم تكن الأوضاع أفضل حال، حيث اقتحمت قوات الاحتلال جنين ونابلس والخليل وقلقيلية في أول أيام العيد، واعتقلت العشرات، من بينهم نساء وأسرى محررون، بينما مارست اعتداءات على المنازل والطواقم الطبية.
تكبيرات الأقصى
رغم الإجراءات الإسرائيلية المشددة، توافد عشرات الآلاف إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة العيد. وبحسب شهود عيان، قامت قوات الاحتلال بتفتيش المصلين والتضييق عليهم، بينما نظم المستوطنون مسيرات استفزازية في محيط البلدة القديمة، وسط ترديد هتافات عنصرية.
تعليقات