شهدت أوكرانيا اليوم سلسلة من الانفجارات العنيفة التي استهدفت العديد من المناطق في البلاد، بما في ذلك العاصمة كييف ومدن لفوف ولوتسك وخميلنيتسكي وتيرنوبول وتشيرنيجوف.

مواضيع مشابهة: ديفيد زيني يتولى رئاسة الشاباك.. سليل حاخامات خارج القانون وقائد عملية الرصاص المصبوب
وقد أفادت وسائل الإعلام المحلية وشهود العيان بزيادة ملحوظة في حدة الهجمات، مما أثار مخاوف واسعة بشأن الأضرار المحتملة التي قد تلحق بالبنية التحتية الحيوية والخدمات العامة.
تداعيات الانفجارات في العاصمة والمناطق المحيطة
في كييف، تسببت الانفجارات في أضرار جسيمة لشبكة السكك الحديدية، مما أثر بشكل مباشر على تشغيل خطوط مترو الأنفاق.
وبسبب تتابع الانفجارات، أعلنت شركة “أوكرزاليزنيتسا” (السكك الحديدية الأوكرانية) عن تأخيرات في حركة بعض القطارات نتيجة تلف القضبان في منطقة العاصمة، مما يعكس حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للنقل.
استهداف المنشآت الحيوية في المدن الغربية والوسطى
توسعت رقعة الهجمات لتشمل مدنًا أخرى ذات أهمية استراتيجية، ففي تيرنوبول، أكد رئيس البلدية أن المنشآت الصناعية والبنية التحتية تعرضت لاستهداف مباشر، مما أدى إلى انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي عن جزء كبير من المدينة.
وفي تشيرنيغوف، تداولت الشبكات الاجتماعية تقارير عن إصابة المنشآت الحيوية بأضرار جسيمة، مما يشير إلى محاولة لتعطيل الخدمات الأساسية.
ممكن يعجبك: السودان يواجه أزمة الكوليرا مع تسجيل 500 إصابة جديدة في الخرطوم خلال يوم واحد
كما شهدت مقاطعة لفوف، الواقعة في الغرب، تضررًا في إحدى المنشآت الصناعية، بالإضافة إلى تسجيل مشكلات كبيرة في إمدادات الكهرباء، مما يعكس التأثيرات المتعددة للهجمات على القطاعات الصناعية والطاقوية.
كما تم رصد سلسلة من الانفجارات الكبيرة في مقاطعتي لوتسك وخميلنيتسكي، مما يزيد من الضغط على فرق الطوارئ والبنية التحتية المحلية.
وقد انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي توثق الانفجارات الضخمة في عدة مقاطعات، مما يظهر قوة وشدة هذه الهجمات.
انفجارات في اوكرانيا بعد هجوم روسي بالصواريخ.
انفجارات كثيفة في سياق أوسع للهجمات
تأتي هذه الموجة من الهجمات في إطار الضربات المستمرة التي تشنها القوات المسلحة الروسية على البنية التحتية الأوكرانية، حيث بدأت هذه الضربات في 10 أكتوبر 2022، بعد يومين من الهجوم الذي وصفته موسكو بـ “الإرهابي” على جسر القرم، والذي نسبته لأجهزة المخابرات الأوكرانية.
ووفقًا لـ RT، تُشن هذه الضربات بشكل رئيسي على منشآت الصناعات الدفاعية، والقيادة العسكرية، ومراكز الاتصالات في مختلف أنحاء أوكرانيا.
في هذا السياق، أكد السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أن القوات الروسية لا تستهدف المباني السكنية والبنية التحتية الاجتماعية في سياق “العمليات العسكرية”.
ويأتي هذا التصريح في الوقت الذي تواصل فيه قوات كييف، بحسب المصدر، شن هجمات صاروخية وهجمات بالطائرات المسيرة على مناطق ومدن روسية تُعتبر مدنية.
على صعيد آخر، مع تصاعد الهجوم الصيفي في أوكرانيا، من المتوقع أن تتجاوز روسيا حاجز المليون جندي بين قتيل وجريح في المعارك خلال الأسابيع المقبلة.
هذا التقدير يأتي في ظل الخسائر الفادحة التي تتكبدها القوات الروسية نتيجة المكاسب الميدانية الأوكرانية المتزايدة.
تفيد تقارير صادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن بأن روسيا تخسر ما يُقدّر بنحو 1000 جندي يوميًا.
وعلى الرغم من أن الكرملين يعلن بانتظام عن أعداد أقل من خسائره، إلا أن تقديرات وكالات الاستخبارات الغربية وهيئة الأركان العامة الأوكرانية تشير إلى أن ما يقرب من مليون روسي قد قُتلوا أو جُرحوا حتى الآن.
روسيا.. خسائر بشرية غير مسبوقة
من بين الضحايا الروس الذين يُقدّر عددهم بنحو 950 ألفًا حتى الآن، لقي ما يصل إلى 250 ألفًا حتفهم، ويؤكد التقرير أن “لم تقترب أي حرب سوفيتية أو روسية منذ الحرب العالمية الثانية حتى من أوكرانيا من حيث معدل الوفيات”.
على الجانب الآخر، تكبدت أوكرانيا ما يقرب من 400 ألف ضحية، مع ما يتراوح بين 60 ألفًا و100 ألف حالة وفاة.
تباين التكتيكات العسكرية
يعكس التباين الكبير في الخسائر بين الجانبين الفروقات في التكتيكات العسكرية المستخدمة، فبينما تُصر روسيا على استخدام هجمات “موجة اللحم” التي تُرسل مجموعات كبيرة من الجنود في محاولة لاستنزاف موارد العدو، تعتمد القوات الأوكرانية على تكتيكات مختلفة.
تقديرات بريطانية سابقة
في مارس الماضي، قدرت وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا تكبدت حوالي 900 ألف إصابة منذ عام 2022، ولعدة أشهر، قدرت الوزارة أن روسيا تخسر حوالي 1000 جندي يوميًا، سواءً قتلى أو جرحى، بناءً على هذا التوجه.
ومن المتوقع أن تتجاوز روسيا عتبة المليون جندي في الأسابيع المقبلة، مما يسلط الضوء على الكلفة البشرية الباهظة لهذه الحرب.
تعليقات