شهدت منصتا Temu وShein الصينيتان تراجعًا ملحوظًا في عدد مستخدميهما داخل السوق الأميركية خلال مايو الماضي، ويعكس هذا التراجع بشكل مباشر السياسات التجارية الحمائية التي أعادت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها مؤخرًا على الواردات الصينية، بما في ذلك إلغاء الإعفاءات الجمركية للطرود ذات القيمة المنخفضة.
وفقًا لبيانات شركة Sensor Tower المتخصصة في تحليلات السوق، انخفض عدد المستخدمين اليوميين لتطبيق Temu بنسبة 52% خلال شهر مايو مقارنة بشهر مارس، بينما تراجعت منصة Shein بنسبة 25% في نفس الفترة.
كما انخفض ترتيب التطبيقين على متجر “آبل ستور”، حيث تراجع Temu إلى المرتبة 132 وShein إلى المرتبة 60، بعد أن كانا ضمن التطبيقات العشرة الأكثر تحميلًا في الولايات المتحدة العام الماضي، مما يعكس تراجع شعبيتهما السريع في أعقاب التغييرات الجمركية الأخيرة.
وكانت الشركتان قد أصدرتا في وقت سابق بيانين منفصلين حذّرتا فيهما من زيادات وشيكة في الأسعار اعتبارًا من 25 أبريل/نيسان، بسبب ما وصفته بـ”الارتفاع الكبير في التكاليف التشغيلية” بعد فرض واشنطن رسومًا جمركية جديدة، شملت العديد من المنتجات التي تستوردها الشركتان إلى السوق الأميركية.
ودعت Temu وShein مستخدميهما إلى الإسراع بالشراء قبل سريان الأسعار الجديدة، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لتقليل حدة التراجع المتوقع في الطلب.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، بعد أن فرض الرئيس ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025، رسومًا جمركية تصل إلى 145% على بعض المنتجات الصينية، ضمن سياسة تهدف إلى دعم التصنيع المحلي والحد من الاعتماد على السلع الرخيصة المستوردة.
برزت منصتا Temu وShein في السنوات الأخيرة كمنافسَين شرسين في سوق التجارة الإلكترونية الأميركية، حيث جذبتا ملايين المستخدمين بفضل الأسعار التنافسية وخيارات الشحن المجاني، وقد وضع هذا النجاح شركة أمازون الأميركية تحت ضغط كبير، مما دفعها لإطلاق منصة “Hawl” أواخر العام الماضي لعرض منتجات بأسعار تبدأ من أقل من 20 دولارًا.
يرى خبراء أن استمرار القيود الجمركية على السلع الصينية قد يُقلّص من جاذبية المنصات الصينية، ويفتح المجال أمام شركات أميركية وعالمية للاستحواذ على حصة أكبر من السوق، خاصة مع تصاعد الخطاب الحمائي في واشنطن.