تعرف على محمد صبري سليمان منفذ هجوم كولورادو وصاحب صيحة “عاشت فلسطين حرة” وما وراء القصة
كشفت وثائق الادعاء في ولاية كولورادو الأمريكية عن معلومات مقلقة تتعلق بمخطط مواطن مصري لتنفيذ هجوم بقنابل حارقة خلال مسيرة مؤيدة لإسرائيل في الثاني من يونيو 2025، مما أسفر عن إصابة أكثر من عشرة أشخاص.

اقرأ كمان: ترامب يحذر من تصرفات بوتين الخطيرة في أوكرانيا
المتهم، محمد صبري سليمان (45 عاماً)، يواجه بعد الهجوم في كولورادو اتهامات خطيرة قد تؤدي به إلى السجن مدى الحياة، في ظل دعوات رسمية لتشديد الرقابة على الهجرة.
أفاد ممثلو الادعاء، يوم الإثنين، بأن سليمان متهم بتنفيذ الهجوم باستخدام قنابل حارقة.
كشفت التحقيقات أن سليمان خطط لهذا الهجوم لمدة عام كامل، مفضلاً استخدام القنابل الحارقة بدلاً من الأسلحة النارية بسبب القيود المفروضة على امتلاك المهاجرين للسلاح في الولايات المتحدة.
تضمنت الوثائق الصادرة عن محكمتي الولاية والفيدرالية اعترافات سليمان، حيث أوضح للمحققين أنه كان ينوي “قتل جميع الصهاينة” بسبب الحرب في غزة، لكنه أرجأ التنفيذ حتى تخرج ابنته من المدرسة الثانوية، وبعد الهجوم صاح (عاشت فلسطين حرة).
تشير البيانات إلى أنه يواجه اتهامات بالشروع في القتل والاعتداء وارتكاب جريمة كراهية فيدرالية.
مصادر القنابل والوضع القانوني للمتهم.
بينت إفادات الشرطة ومكتب التحقيقات الفيدرالي أن سليمان تلقى تدريباً على استخدام السلاح خلال دورة للحصول على تصريح حمل، إلا أن قيوده كمهاجر دفعته لتصنيع القنابل الحارقة بالاستعانة بمقاطع “يوتيوب”.
أكد تود لايونز، القائم بأعمال مدير وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، أن المتهم تجاوز مدة إقامته السياحية ويحمل تصريح عمل منتهي الصلاحية، مما يؤكد أنه يقيم في البلاد بشكل غير قانوني.
استغلال سياسي وتداعيات الحادث.
سارعت إدارة الرئيس دونالد ترامب لاستغلال الحادثة لتبرير سياساتها في التشدد تجاه الهجرة غير النظامية.
حيث أكد ماركو روبيو، وزير الخارجية، في منشور على منصة “إكس”: “في ظل الهجوم المروع، يجب أن يدرك جميع الإرهابيين وأسرهم والمتعاطفين معهم الذين دخلوا بتأشيرات أننا في عهد إدارة ترامب سنعثر عليهم ونلغي تأشيراتهم ونقوم بترحيلهم”
ذكرت إفادة شرطة بولدر أن عملية التخطيط للهجوم على مركز “بيرل ستريت” التجاري، القريب من جامعة كولورادو، استمرت لمدة عام.
معظم المصابين من كبار السن كانوا يشاركون في فعالية منظمة “اركضوا من أجل حياتهم” التي تلفت الانتباه لقضية الرهائن الإسرائيليين في غزة منذ هجوم حماس عام 2023.
تعتبر واقعة بولدر الأحدث في سلسلة من الاعتداءات على يهود أمريكيين مرتبطة بتصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وجاءت بعد حادثة إطلاق نار أودت بحياة اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية خارج متحف يهودي بواشنطن الشهر الماضي.
إجراءات قانونية وعقوبات محتملة
شددت وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي على أن المشتبه به سيخضع لأقصى العقوبات المتاحة في إطار القانون، واصفة الاعتداء بأنه “هجوم إرهابي معاد للسامية”.
ممكن يعجبك: مدريد تستضيف اجتماعًا دوليًا لدعم القضية الفلسطينية اليوم
أفادت السلطات الأمنية بأنها ضبطت 16 زجاجة ممتلئة بالبنزين قرب موقع الاعتداء، بالإضافة إلى عبوة وقود في سيارة المتهم وعبوة رش أعشاب مليئة بالبنزين في مكان الحادث.
تظهر وثائق رسمية مقطع فيديو لسليمان وهو عاري الصدر يحمل قنابل حارقة ويتجول في مكان الحادث.
خلال ظهوره أمام المحكمة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من سجن مقاطعة بولدر، اكتفى سليمان بارتداء زي السجناء البرتقالي والإجابة بكلمة “نعم” على بعض الأسئلة الإجرائية.
توقعت محاميته كاثرين هيرولد الاحتفاظ بالدفوع المتعلقة بشروط الكفالة للجلسات المقبلة.
يواجه سليمان تهماً قد تؤدي لعقوبة السجن مدى الحياة إذا ثبتت إدانته بجريمة الكراهية الفيدرالية والشروع في القتل، وتصل مجمل عقوبات الاتهامات إلى 384 سنة.
محمد صبري سليمان.
دعوات لتدقيق الهجرة
أفاد متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي أن المتهم دخل البلاد في أغسطس 2022 وتقدم بطلب لجوء في الشهر التالي، مؤكداً أن “المشتبه به محمد سليمان يقيم بشكل غير قانوني”.
تحدث لايونز في مؤتمر صحفي بمدينة بوسطن بعد هجوم كولورادو قائلاً: “هناك ملايين مثل سليمان دخلوا في عهد الإدارة السابقة بدون تدقيق كاف وتسعى الوكالة حالياً لتحديد أماكنهم”
وشدد الرئيس، عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، على رفض التهاون مع هذا النوع من الهجمات، معتبراً أن الواقعة تبرز بصورة واضحة أهمية حماية الحدود وترحيل المتطرفين الموجودين بشكل غير قانوني.
في ختام البيان، أفادت شرطة بولدر أنه بعد هجوم كولورادو جرى نقل أربع نساء وأربعة رجال تتراوح أعمارهم بين 52 و88 عاماً للمستشفيات عقب الهجوم، كما سجل لاحقاً أربع إصابات جديدة وفق تصريحات السلطات المحلية.
تعليقات