كيف تناولت السينما وقفة عرفة وليلة الذبح؟، أيام قليلة تفصلنا عن واحدة من أعظم المناسبات الدينية التي ينتظرها المسلمون بشوق كل عام، وهي وقفة عرفات، يليها عيد الأضحى المبارك.

اقرأ كمان: زينة تخوض معركة جديدة ضد أحمد عز في محكمة الأسرة بعد 10 سنوات من النزاعات القانونية
كيف تناولت السينما وقفة عرفة وليلة الذبح؟
بينما يحتفل الناس بطقوسهم المميزة من صلاة وتهنئة وذبح للأضاحي، لم تكن السينما المصرية بعيدة عن هذه الطقوس، فقد جسدت عبر مشاهدها العديد من التفاصيل المرتبطة بالعيد، بدءًا من ليلة العيد وحتى ذبح الخروف، لتبقى تلك اللقطات جزءًا من الذاكرة البصرية للمشاهد العربي.
ورغم أن بعض الأفلام تناولت هذه المناسبات بشكل عابر أو سريع، فإن هناك أعمالًا سينمائية اهتمت بإبراز طقوس العيد الكبير بشكل واضح، سواء من خلال أغنية شهيرة، أو مشهد يجسد لحظة الذبح، أو حتى أجواء العيد بفرحتها وهمومها.
من ليلة العيد إلى مشهد الذبح.. السينما تحتفل مع الناس
من أشهر الأفلام التي تناولت مناسبة ليلة العيد كان فيلم “ليلة العيد” إنتاج عام 1949، بطولة شادية وإسماعيل يس وفريد شوقي وعبد الفتاح القصري.
الفيلم يبدأ بأغنية “الليلة عيد” وسط أجواء الموالد والفرحة، ما جعله يُصنّف ضمن أوائل الأعمال التي جسدت العيد كحدث رئيسي.
أما فيلم “دنانير” من إنتاج 1939 وبطولة أم كلثوم، فكان له نصيب كبير من شهرة العيد في السينما، بسبب أغنيته الخالدة “يا ليلة العيد أنستينا” التي ما زالت تُبث حتى اليوم في كل بيت مصري مع دخول أولى ساعات العيد.
وفي فيلم “بنت الأكابر” عام 1953، غنت ليلى مراد الأغنية الشهيرة “يا رايحين للنبي الغالي”، حيث بدأ الفيلم بسفر “شوكت باشا” إلى الحج، ما يُظهر ربط السينما بين يوم عرفة وفكرة أداء الفريضة، مرورًا بلحظة التوديع والاشتياق.
خروف العيد بطل مشهد لا يُنسى
أول ظهور لمشهد ذبح خروف العيد في السينما جاء عام 1947، من خلال فيلم “أبو حلموس” بطولة نجيب الريحاني وعباس فارس، في لقطة تعد نادرة، لكنها مهدت لظهور أوسع لهذا الطقس في أعمال لاحقة.
الفيلم الأشهر في هذا السياق هو “بوحة” من إنتاج 2005، بطولة محمد سعد، الذي قدم مشاهد الذبح والسلخ بطريقة كوميدية خفيفة، حتى أصبح إفيه “تصدق سلخت قبل ما أدبح؟” من أشهر الإفيهات المرتبطة بالعيد.
أما فيلم “حين ميسرة” عام 2007، بطولة عمرو سعد وسمية الخشاب، فقد تناول لحظة ذبح الأضحية بشكل مختلف، حيث ارتبط المشهد بخروج البطل من السجن، لتُظهر الكاميرا بعدها مباشرة طقوس ذبح الخروف، وتجمع الأسرة حول “الفتة” كأكلة مصرية شهيرة في عيد الأضحى.
العيد في حياة البسطاء
لم تتوقف السينما عند مظاهر العيد السطحية فقط، بل سعت في بعض الأعمال إلى نقل مشاعر البسطاء والطبقة المتوسطة في هذه المناسبة.
ففي فيلم “همام في أمستردام”، يبدأ المشهد الأول بصلاة العيد، ثم يُظهر العائلة المصرية في لحظة تجمع وفرحة، وهو ما خلق ارتباطًا وجدانيًا بين الفيلم والواقع الذي يعيشه الجمهور.
كما أن بعض الأفلام مثل “مال ونساء” و”شاويش نص الليل” و”فتوة الناس الغلابة”، احتوت على مشاهد قصيرة تظهر العيد كخلفية درامية للأحداث، لكنها كانت كافية لإيصال الإحساس العام بالفرحة، أو على العكس لإبراز حالة الحزن في قلب زحمة الفرح.
وفي فيلم “ألوان السما السبعة” بطولة ليلى علوي وفاروق الفيشاوي، ظهرت ليلة العيد كأحد محاور التغيير في شخصية البطلة، إذ تحمل هذه الليلة معنى التحول والبدء من جديد، ما جعل الفيلم يقدم العيد بشكل رمزي وإنساني في آنٍ واحد.
أغاني العيد تبقى خالدة
لعل أبرز ما ميز بعض هذه الأفلام، هو ارتباطها بأغانٍ لا تزال حاضرة حتى اليوم، مثل “يا ليلة العيد أنستينا” لأم كلثوم، و”يا رايحين للنبي الغالي” لليلى مراد، وهما الأغنيتان اللتان أصبحتا علامة مميزة لأي احتفال بالعيد، سواء في البيوت أو على الشاشات.
مقال له علاقة: الأزهر يطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنقاذ غزة
هذه الأغاني لم تكن مجرد إضافات موسيقية، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن روح العيد، وجاءت ضمن السياق الدرامي للأفلام، فزادت من تأثيرها وساهمت في ترسيخ تلك الأعمال في الوجدان.
العيد كما رأته السينما
رغم مرور السنوات، تبقى مشاهد العيد في السينما المصرية حاضرة بقوة في أذهان المشاهدين، لأنها نقلت الواقع كما هو، دون تكلّف أو افتعال.
وما بين فرحة ليلة العيد، وهيبة وقفة عرفات، ولحظة ذبح الخروف، حاول صناع السينما أن يُقربوا هذه الطقوس من الجمهور، ليشعر أن العيد ليس فقط مناسبة دينية، بل لحظة تجمع، وحنين، وذاكرة لا تنسى.
تعليقات