تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد محمود ياسين، الفنان الذي ترك بصمة واضحة في تاريخ الفن المصري، سواء في السينما أو المسرح أو الدراما.

ممكن يعجبك: عيد الأضحى السينمائي 2025 يشهد فيلمين فقط وناقد فني يحذر من أزمة إنتاج واحتكار المنصات
نشأة الفنان محمود ياسين
ولد يوم 2 يونيو عام 1941 في محافظة بورسعيد، ورحل عن عالمنا يوم 14 أكتوبر 2020 بعد صراع مع المرض، لكنه ما زال حاضرًا في ذاكرة الناس بأعماله الخالدة وأدواره المؤثرة.
ذكرى ميلاد محمود ياسين
في كل عام تعود ذكرى ميلاد محمود ياسين لتذكر الجمهور بنجم من طراز خاص، امتلك صوتًا مميزًا وحضورًا قويًا، وكان له تأثير كبير على جيله والأجيال التي جاءت بعده، لم يكن فقط ممثلًا موهوبًا، بل كان مثقفًا قارئًا، وصاحب رؤية في اختياراته الفنية، وهو ما ظهر في تنوع أدواره بين الرومانسي، والتاريخي، والوطني، والديني.
من بورسعيد إلى المسرح القومي
بدأ محمود ياسين حياته في بورسعيد، ثم انتقل إلى القاهرة ليدرس الحقوق في جامعة عين شمس، وبعد التخرج، حاول العمل بالمحاماة، لكن شغفه بالتمثيل دفعه إلى التقديم في اختبارات المسرح القومي، وبالفعل اجتازها وبدأ مشواره الفني الحقيقي هناك، رفضت القوى العاملة تعيينه في بورسعيد، فكان ذلك سببًا غير مباشر لبقائه في القاهرة وبداية رحلته مع الفن.
مقال مقترح: منى واصف تكشف حقيقة شائعة وفاتها وتوضح سبب قلق جمهورها عن حالتها الصحية
فتى الشاشة الأول في السبعينيات
خلال فترة السبعينيات، أصبح محمود ياسين نجم الشباك الأول في السينما، واشتهر بلقب “فتى الشاشة”، وكانت انطلاقته الكبرى من فيلم “نحن لا نزرع الشوك” مع شادية، ثم توالت أعماله الناجحة مثل “الخيط الرفيع” مع فاتن حمامة، و”أنف وثلاث عيون”، و”قاع المدينة”، و”اذكريني”، و”الباطنية”، و”الجلسة سرية”، و”الحرافيش”، امتاز أداؤه بالهدوء والرقي، وكان دائمًا يختار أدوارًا لها مضمون ورسالة.
بطل في الأعمال الوطنية
في فترة السبعينيات، ركز على تقديم أفلام ذات طابع وطني، خاصة بعد نصر أكتوبر 1973، فجسد شخصية الجندي المصري في أفلام مثل “الرصاصة لا تزال في جيبي” و”أغنية على الممر”، وأصبحت هذه الأعمال جزءًا من الذاكرة الوطنية المصرية.
نجم المسرح أيضًا
رغم شهرته في السينما، لم يبتعد عن المسرح، وقدم أكثر من 20 مسرحية، أبرزها “الحلم”، و”وطني عكا”، و”ليلى والمجنون”، و”الزير سالم”، و”عودة الغائب”، واعتبر محمود ياسين المسرح بيته الأول، وكان له دور كبير في تطوير الحركة المسرحية المصرية خلال فترة السبعينيات والثمانينيات.
في الدراما
دخل محمود ياسين عالم التلفزيون من أوسع أبوابه، وشارك في عدد كبير من المسلسلات التي أحبها الجمهور، مثل “أبو حنيفة النعمان”، و”ضد التيار”، و”سوق العصر”، و”العصيان”، و”الدوامة”، و”ماما في القسم”، وكان يتمتع بصوت رخيم وأسلوب مميز في الأداء، خاصة في الأعمال التاريخية والدينية.
بصمته مستمرة مع الأجيال الجديدة
مع تقدمه في العمر، لم يبتعد عن الفن، بل شارك في أفلام مع نجوم الجيل الجديد مثل “الجزيرة” مع أحمد السقا، و”الوعد” مع آسر ياسين، و”جدو حبيبي” مع بشرى، و”عزبة آدم” مع ماجد الكدواني، فقد حافظ على حضوره دون أن يكرر نفسه، وحرص على أن يكون ظهوره مختلفًا وهادفًا.
جوائز وتكريمات
حصل محمود ياسين على أكثر من 50 جائزة من مهرجانات داخل مصر وخارجها، من بينها جوائز التمثيل في مهرجان طشقند عام 1980، ومهرجان السينما العربية في أمريكا وكندا عام 1984، ومهرجان عنابة بالجزائر عام 1988، وجائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975، وجائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية عام 1980، كل هذه الجوائز كانت بالنسبة له تقديرًا لرحلة طويلة من العطاء.
حياته الشخصية وعلاقته بالفن
تزوج الفنان محمود ياسين من الفنانة شهيرة، وشكلا معًا واحدة من أشهر ثنائيات الوسط الفني، وأنجبا الفنان عمرو ياسين والفنانة رانيا ياسين، وكانت عائلته دائمًا في قلبه، وحرص على الابتعاد عن المشاكل الإعلامية، وفضل أن يكون تركيزه كله على الفن والجمهور.
رحيله وغيابه الحاضر
في يوم 14 أكتوبر 2020، رحل محمود ياسين بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 79 عامًا، ورغم رحيله، فإن أعماله ما زالت تُعرض وتُتابع، وصوته ما زال يصدح في المناسبات الوطنية، وملامحه محفورة في ذاكرة جمهور واسع من مختلف الأعمار.
تعليقات