شهدت الأسهم السعودية تراجعًا حادًا خلال الأسبوعين الماضيين، حيث فقد المؤشر 4.3% من قيمته ليغلق الأسبوع الماضي دون مستوى 11 ألف نقطة، عند 10,990 نقطة، وهذا الأداء المتباين، الذي يخالف اتجاه الأسواق العالمية والخليجية الصاعدة، أثار تساؤلات حول طبيعة التدفقات المالية وتأثير اللاعبين الرئيسيين في السوق.

مواضيع مشابهة: أسعار الذهب عيار 21 في السعودية اليوم الخميس.. تعرف على آخر التحديثات!
الأسهم السعودية.. من يبيع ومن يشتري؟ تحليل لتدفقات السيولة
أظهر التحليل أن المؤسسات السعودية كانت الأكثر ضغطًا على المؤشر، مسجلة صافي مبيعات بلغ 2.17 مليار ريال سعودي، في المقابل، سجلت فئتان أخريان صافي مشتريات:
صغار المستثمرين الأفراد السعوديين: قاموا بمشتريات صافية بلغت 1.5 مليار ريال سعودي
المستثمرون الأجانب: نفذوا صافي مشتريات كبير على الأسهم بلغ 1.76 مليار ريال سعودي، مما يشير إلى ثقة متزايدة من الخارج في السوق السعودية رغم التراجعات
تُعزى مبيعات المؤسسات السعودية بشكل رئيسي إلى عدة عوامل:
مبيعات الشركات: شكلت مبيعات الشركات المحرك الرئيسي للتراجعات التي شهدتها سوق الأسهم السعودية مؤخرًا، حيث قامت ببيع أسهم بقيمة بلغت 1.2 مليار ريال سعودي
مقال له علاقة: تراجع أسعار الذهب وشرح خبير اقتصادي لسبب هدوء السوق.. هل سيعود للارتفاع مجددًا؟
هذه المبيعات المكثفة من قبل الكيانات المؤسسية الكبرى كانت العامل الأبرز في الضغط على مؤشر تاسي، مما يشير إلى أن الشركات ربما تكون قد قامت بإعادة هيكلة محافظها أو اتخذت قرارات استراتيجية لتسييل أصولها، يأتي ذلك في ظل الظروف السوقية الراهنة حول الأسهم السعودية، هذا التحرك يعكس حذرًا من جانب كبار اللاعبين في السوق، وقد يكون له دلالات حول رؤيتهم قصيرة أو متوسطة الأجل لأداء السوق السعودي.
محافظ المؤسسات المدارة: ساهمت المحافظ المدارة بمبيعات بلغت 884 مليون ريال، الصناديق الاستثمارية: سجلت مبيعات أقل بقيمة 412 مليون ريال
الاستثناء الوحيد ضمن المؤسسات السعودية التي سجلت صافي شراء كانت الجهات الحكومية، والتي قامت بمشتريات صافية بلغت 315 مليون ريال، ما قد يعكس دورًا تثبيتياً أو استثمارياً طويل الأجل.
دعم الأفراد: صغار المستثمرين يقابلون مبيعات الكبار
فيما يتعلق بتعاملات الأفراد، دفعت مشتريات صغار المستثمرين الأفراد السعوديين مجموع تعاملات الأفراد نحو الشراء، مسجلة صافي مشتريات بلغ 429 مليون ريال، هذا الدعم جاء رغم مبيعات كبيرة من فئتين أخريين ضمن الأفراد: كبار المستثمرين الأفراد: سجلوا مبيعات بلغت 640 مليون ريال، المستثمرون الأفراد المتخصصون: بلغت مبيعاتهم 485 مليون ريال، هذا يشير إلى أن المستثمرين الأفراد الكبار قد يكونون اتخذوا موقفاً حذراً، بينما استغل صغار المستثمرين فرصة تراجع الأسعار للشراء
تزامنت تحركات المستثمرين في السوق مع عدة عوامل مهمة منها:
تحسن التقييمات والعوائد: بعد التراجعات، أصبحت تقييمات الأسهم وعوائدها أكثر جاذبية، خاصة مع نمو أرباح الشركات للربع الأول، باستثناء شركة أرامكو التي شهدت تراجعًا بنسبة 20% في أرباحها
عوائد استثمارية منافسة: تبرز عوائد استثمارية منافسة على الصكوك والودائع البنكية، مما قد يفسر سحب جزء من السيولة الموجهة للأسهم وتحويلها إلى أدوات استثمارية ذات مخاطر أقل وعوائد مضمونة
كما تزامنت تراجعات مؤشر تاسي أيضًا مع عوامل خارجية وموسمية: أسعار النفط: تراجع أسعار النفط بفعل التوترات التجارية وقرار تحالف “أوبك+” بزيادة الإنتاج اعتبارًا من يوليو المقبل، مما يؤثر على معنويات المستثمرين في سوق تعتمد بشكل كبير على إيرادات النفط
زخم الاكتتابات: قد يكون زخم الاكتتابات الجديدة في السوق قد سحب جزءًا من السيولة المتاحة
قرب الإجازات الصيفية: اقتراب فترة الإجازات الصيفية عادة ما يؤدي إلى تراجع في السيولة وحركة التداولات مع ابتعاد المستثمرين عن السوق
الأسهم السعودية.. الأجانب والأفراد يمتصون الصدمة
تشير التحليلات الدقيقة لحركة سوق الأسهم مؤخرًا إلى أن الضغط الرئيسي الذي أدى إلى تراجع المؤشر جاء بشكل أساسي من المؤسسات المحلية.
هذه الكيانات، سواء كانت شركات سعودية أو محافظ مدارة من جانب أو مؤسسات أو صناديق استثمارية محلية، قامت بعمليات بيع مكثفة، مما أثر سلبًا على أداء سوق الأسهم السعودية.
في المقابل، قدم كل من المستثمرين الأجانب وصغار المستثمرين الأفراد السعوديين دورًا داعمًا ومحوريًا في هذه الفترة الصعبة.
فبينما كانت المؤسسات المحلية تتجه نحو التسييل لمحافظها من الأسهم السعودية، دخل هؤلاء المشترون لامتصاص جزء كبير من الأسهم المعروضة، مما حد من حدة التراجع وساهم في استقرار نسبي للسوق في ظل هذه الضغوط.
هذا التباين في سلوك المستثمرين يعكس ديناميكية معقدة في السوق.
تعليقات