أكد الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، اليوم الأحد، أن حالة الحرب مع إسرائيل لا تزال قائمة، مشددًا على أن إسرائيل لم تلتزم ببنود وقف إطلاق النار.
وأشار قاسم إلى أن انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية يعد شرطًا أساسيًا قبل أي طلب من حزبه.
في كلمة ألقاها بمناسبة “عيد المقاومة والتحرير” في لبنان، أكد الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، أن نشأة المقاومة كانت استجابة طبيعية لشعب “أبي لا يقبل الذل ولا الاحتلال ولا الاستسلام للعدو الإسرائيلي”.
وشدد نعيم قاسم على أن هذا العيد يمثل انتصارًا كبيرًا للشعب الذي “استطاع أن يكسر إسرائيل بخروجها من دون قيد أو شرط من جنوب لبنان”.
استعرض قاسم مسيرة المقاومة اللبنانية، مشيرًا إلى نموها في الستينات والسبعينات وظهور الإمام السيد موسى الصدر كـ “إمام للمقاومة” ومؤسس لحركة المحرومين.
وتطرق إلى قرار الأمم المتحدة رقم 425 الصادر عام 1978 الذي دعا إسرائيل للانسحاب، مؤكدًا أنها لم تمتثل له، بل أنشأت ما أطلق عليه “دولة لبنان الحر” في خطوة لاقتطاع جزء من لبنان وإقامة المستوطنات.
ولفت قاسم إلى أنه بعد اجتياح 1982، بقيت إسرائيل وحاولت فرض “اتفاق 17 أيار” عام 1983، لكن “المقاومة الحقيقية على المستوى الشعبي والعلمائي والوطني استطاعت بالتعاون مع سوريا وقتها أن تمنع إسرائيل من عقد هذا الاتفاق المذل”.
وأوضح أن إسرائيل انسحبت في عام 1985 تحت ضربات المقاومة إلى ما سُمي بـ “الشريط الحدودي المحتل” (ما يساوي 11% من مساحة لبنان)، وأشار إلى أن هذا الشريط ظل محتلًا حتى عام 2000، حيث كانت المقاومة هي العنوان الأساسي للمواجهة.
أكد قاسم أن رؤساء وزراء كيان العدو الإسرائيلي تنافسوا منذ عام 1999 على الانسحاب من لبنان، لكن محاولاتهم لعقد اتفاقات مع لبنان أو عبر سوريا باءت بالفشل.
وشدد على أن “الإسرائيلي خرج قبل الموعد المتوقع” في 25 أيار 2000، دون أن يخبر عملاءه، مُعلنًا هذا اليوم “عيدًا للمقاومة والتحرير”، ووصف هذا اليوم بأنه “انتصار كبير جدًا للمقاومة والشعب المضحي الذي استطاع أن يكسر إسرائيل بخروجها من دون قيد أو شرط من جنوب لبنان”.
ولفت إلى أن الانسحاب لم يُتبعه أي أعمال انتقامية، حيث سُلم العملاء المعتقلون للدولة للمحاكمة، وتم طمأنة الأهالي، ولم تحدث أي فتنة طائفية في المناطق المحررة، كما أشار إلى أن الجنوب اللبناني بقي دون قوات طوارئ دولية لمدة عام بعد الانسحاب الإسرائيلي.
ويأتي هذا التصريح في ظل استمرار تواجد القوات الإسرائيلية في خمسة مواقع على الأقل جنوب لبنان، متجاوزةً المهلة المحددة لانسحابها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعقب تبادل إطلاق القذائف الصاروخية مع «حزب الله» لأكثر من عام.
وقال قاسم بلهجة حاسمة: “لا تطلبوا منا شيئًا بعد الآن، فلتنسحب إسرائيل وتوقف عدوانها وتفرج عن الأسرى، وبعد ذلك لكل حادث حديث”
وحمّل الأمين العام لـ«حزب الله» الولايات المتحدة مسؤولية الوضع الراهن، قائلًا إنها “هي التي ترعى العدوان الإسرائيلي كما رعته في غزة”.
وشدد قاسم على تمسك حزبه بـ “معادلة الجيش والشعب والمقاومة”، مؤكدًا أن البيان الذي أصدره قائد الجيش اللبناني، العماد رودولف هيكل، “عبر عن وطنيته ووطنية الجيش”.
وأضاف: “نحن لدينا خيارين إما النصر أو الشهادة، أما التهديد والاستسلام فهذا أمر غير وارد”، مؤكدًا أنه “لا أحد يستطيع أن يزيح لبنان عن مكانه ولا أحد يستطيع أن يزيح المقاومة عن الأرض اللبنانية ودماء شهدائها مجبولة بكيان لبنان”
وفي نفس الوقت دعا قاسم الحكومة اللبنانية إلى التحرك بسرعة في ملف إعادة الإعمار، معتبرًا إياه “دعامة الاستقرار الأولى وأمن المواطن”، وأشار إلى تعاطف العراق مع لبنان وفلسطين ورغبته في الإعمار، داعيًا لبنان الرسمي للبدء في هذا الملف.
يُذكر أن نعيم قاسم تولى منصبه كأمين عام لـ«حزب الله» العام الماضي، وذلك بعد مقتل الأمين العام السابق حسن نصر الله في قصف إسرائيلي مكثف استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت في سبتمبر الماضي.