تصدر اسم رومي القحطاني، ملكة جمال السعودية، محركات البحث خلال الساعات الماضية، بعد نشرها مقطع فيديو مثير للجدل من إحدى مسابقات الأزياء العالمية، مما يطرح التساؤلات حول من هي رومي القحطاني؟ وكيف بدأت رحلتها في عالم الجمال والأزياء؟ ولماذا أصبحت حديث الرأي العام السعودي والعربي؟

شوف كمان: موعد ومكان جنازة الفنانة سميحة أيوب: كل ما تحتاج معرفته
رومي القحطاني.
من هي رومي القحطاني ملكة جمال السعودية؟
رومي القحطاني هي عارضة أزياء سعودية، ولدت عام 1995، وبرز اسمها في الأوساط الإعلامية العربية بعد إعلانها المشاركة في عدد من مسابقات الجمال الدولية، وأبرزها مسابقة ملكة جمال الكون 2024، حيث زعمت أنها أول مرشحة سعودية تمثل المملكة في هذه المسابقة، رغم غياب أي إعلان رسمي من الجهات السعودية المختصة.
تصف رومي نفسها بأنها ناشطة في مجال حقوق المرأة، وتسعى لتمكينها من دخول مجالات كانت تُعتبر محرّمة سابقًا، مثل عالم الموضة والتمثيل الدولي في مسابقات الجمال.
ظهور مثير للجدل في عرض البحر
عادت رومي القحطاني لتشغل الرأي العام من جديد بعد نشرها مقطع فيديو على حسابها الشخصي في “إنستجرام”، حيث ظهرت خلال مشاركتها في عرض أزياء البحر كجزء من فعاليات مسابقة جمال دولية، وأثار الفيديو جدلًا واسعًا، خاصة في الأوساط المحافظة داخل المملكة، إذ ظهرت رومي ترتدي مايوهًا فوشيا نسّقته مع سروال قصير ضيق باللون الأسود، محاولًة تجنب الظهور بالبكيني الكامل كما جرت العادة في مثل هذه العروض.
ورغم أن القحطاني لم توضح تاريخ تصوير الفيديو أو مكانه، إلا أن تداول المقطع على نطاق واسع فتح الباب أمام تساؤلات عديدة، بين مؤيد يرى في مشاركتها تقدمًا وتحررًا لصورة المرأة السعودية في العالم، وبين معارض يعتبر ما قامت به تجاوزًا للقيم الاجتماعية والدينية.
أول سعودية تشارك في “ملكة جمال المرأة العالمية”
لم تكتفِ رومي القحطاني بالمشاركة في عرض البحر، بل أعلنت مؤخرًا عبر حسابها الرسمي على “إنستجرام” عن مشاركتها المرتقبة في مسابقة ملكة جمال المرأة العالمية (Miss Woman International – MWI)، والتي من المقرر أن تُقام في إسبانيا عام 2025، وكتبت في منشور لها: “أتشرف بالمشاركة كأول امرأة سعودية في مسابقة ملكة جمال المرأة العالمية التي ستُقام في إسبانيا لعام 2025، حاملةً علم بلادي بكل فخر”.
مواضيع مشابهة: نقابة الموسيقيين توقف هيفاء وهبي عن العمل في مصر بسبب عدم التعاون مع التحقيقات
تُعد مسابقة MWI واحدة من أهم مسابقات الجمال الدولية، حيث تستقطب عارضات أزياء من مختلف الدول، وتمنح المتسابقات فرصة استعراض مواهبهن وثقافتهن المحلية في محافل عالمية، وسط تغطية إعلامية دولية واسعة.
هل تمثل السعودية رسميًا؟
رغم إعلان رومي القحطاني مشاركتها في مسابقات جمال عالمية، إلا أن المملكة العربية السعودية لم تصدر أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي تمثيلها للمملكة في هذه المحافل، وقد أثار هذا الغموض تساؤلات حول ما إذا كانت مشاركات القحطاني مبادرات فردية لا تمثل الرؤية الرسمية للدولة.
يُذكر أن السعودية تشهد تحولًا ثقافيًا كبيرًا ضمن رؤية 2030، والتي فتحت أبوابًا واسعة لمشاركة المرأة في مختلف المجالات، بما في ذلك الرياضة والفن والموسيقى، ولكن ما تزال مشاركة النساء في مسابقات الجمال محل نقاش داخلي محتدم.
بين الطموح الشخصي والتمثيل الوطني
تعتمد رومي القحطاني في رحلتها على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة “إنستجرام”، كمنبر رئيسي لبناء صورتها كـ”ملكة جمال سعودية”، وتوجيه رسائلها إلى جمهورها المحلي والدولي، ويبدو واضحًا أنها ترغب في كسر الصور النمطية حول المرأة السعودية، وتقديم نفسها كنموذج للمرأة العصرية الطموحة القادرة على منافسة نظيراتها عالميًا.
لكن في المقابل، يرى بعض المراقبين أن هذه المشاركات تطرح إشكالية تمثيل الدولة دون تفويض رسمي، وتفتح النقاش حول حدود حرية التعبير والمشاركة الفردية في مسابقات تحمل طابعًا دوليًا.
الجمال والهوية.. صراع معلن
قضية رومي القحطاني تكشف عن التحدي القائم بين الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للمجتمع السعودي، والانفتاح المتسارع على العالم، فرغم الانفتاح الاجتماعي، لا تزال قطاعات واسعة من المجتمع السعودي ترى أن مسابقات الجمال تتعارض مع قيم الحياء والاحتشام.
وقد أدى هذا التباين في الرؤى إلى حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها مدافع عن القحطاني وداعم لطموحها، والبعض الآخر يطالب بمنعها من استخدام اسم المملكة في هذه المحافل.
من هي رومي القحطاني ملكة جمال السعودية؟.. بين السؤال والجدل
يمكن القول إن رومي القحطاني أصبحت أيقونة للجدل بين المحافظين والليبراليين في السعودية، فهي تسعى لتمثيل المرأة السعودية بصورتها الجديدة، المنفتحة، المتصالحة مع العالم، بينما يرى آخرون أن هذا التمثيل يفتقد الأسس الثقافية والدينية، ورغم الضجة، تبقى الحقيقة أن رومي استطاعت بذكاء أن تحقق شهرة محلية وعالمية، وتفتح نقاشًا مجتمعيًا لا يزال في بداياته، حول شكل المرأة السعودية في الإعلام العالمي، وحدود التمثيل الشخصي والعام في المحافل الدولية.
تعليقات