تشهد مناطق واسعة من غرب ليبيا، بدءًا من العاصمة طرابلس وصولًا إلى مصراتة، مرورًا بالجبل الغربي والمنطقة الوسطى والجنوبية، تزايدًا ملحوظًا في التعبئة الجماهيرية.
تسعى هذه الحشود إلى وقف فوري للاشتباكات بين الفصائل المسلحة، وإنهاء حالة الفوضى السائدة، وإسقاط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد، التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها.
يهدف هذا الحراك إلى تمهيد الطريق لتشكيل سلطة انتقالية مستقلة تقود البلاد نحو انتخابات شاملة.
في تحول لافت، برزت مدينة مصراتة، التي كانت تاريخيًا من أبرز معاقل الميليشيات المتحالفة مع حكومة الدبيبة، كمركز رئيسي للحراك الشعبي، حيث أعلنت المدينة عن تشكيل تكتل جديد تحت اسم “مصراتة ضد الظلم”، الذي دعا إلى التغيير.
وأكدت المدينة على “القطيعة التامة مع السلطة الحالية”، مما يعكس تزايد السخط على الأوضاع الراهنة وتآكل الدعم الشعبي للحكومة القائمة.
في مؤشر على توسع رقعة الاحتجاجات وعمقها، أعلنت أكثر من 30 بلدية من مناطق الغرب والجنوب الليبي انضمامها للحراك الجماهيري.
طالبت هذه البلديات بشكل صريح برحيل حكومة الدبيبة ووقف ما وصفته بـ”العبث السياسي والمالي” بمصير البلاد، ويعكس هذا الانضمام الواسع من قبل المجالس البلدية تزايد الإجماع الشعبي على ضرورة التغيير الشامل في المشهد السياسي الليبي.
رغم الصمت الرسمي من جانب حكومة الدبيبة بخصوص التظاهرات المرتقبة، تشهد المدن الليبية، وخاصة العاصمة طرابلس، رفعًا لحالة الاستنفار الأمني.
لوحظ انتشار آليات عسكرية ثقيلة في ميادين رئيسية، مثل ميدان الشهداء، وسط مؤشرات قوية على نية الميليشيات المتحالفة مع الحكومة “قمع الاحتجاجات بالقوة”.
يثير هذا التصعيد الأمني مخاوف من مواجهات محتملة بين المتظاهرين والقوات المسلحة، مما قد يزيد من تعقيد المشهد الليبي المتأزم بالفعل.