شهدت الساحة المالية في لبنان يوم الأربعاء حالة من النشاط البارز، حيث ارتفعت أسعار الذهب بشكل لافت، مما يعكس تأثير العوامل الإقليمية والدولية على السوق اللبناني، بالإضافة إلى التحديات النقدية المستمرة التي تواجه البلاد منذ سنوات.
سجلت أسعار الذهب في لبنان يوم الأربعاء ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالأيام السابقة، وذلك نتيجة تراجع قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي، واستمرار الطلب المحلي على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا لحفظ القيمة.
وفقًا للبيانات الرسمية المسجلة اليوم، جاءت الأسعار كالتالي:
سعر كيلو ذهب عيار 24: 9,528,098,400.00 ليرة لبنانية، ما يعادل 106,459.20 دولار أميركي.
أما سعر أونصة ذهب عيار 24: فقد سجل 296,356,875.00 ليرة لبنانية، ما يعادل 3,311.25 دولار أميركي.
سعر غرام الذهب عيار 24: بلغ 9,528,170.00 ليرة لبنانية، ما يعادل 106.46 دولار أميركي.
سجل عيار 23: 9,130,790.00 ليرة لبنانية / 102.02 دولار
سجل عيار 22: 8,734,305.00 ليرة لبنانية / 97.59 دولار
سجل عيار 21: 8,336,925.00 ليرة لبنانية / 93.15 دولار
سجل عيار 18: 7,145,680.00 ليرة لبنانية / 79.84 دولار
تشير التقارير الاقتصادية إلى أن ارتفاع أسعار الذهب في لبنان يوم الأربعاء مرتبط بعدة عوامل محلية ودولية، ومن أبرزها:
انخفاض قيمة العملة المحلية:
منذ بداية الأزمة الاقتصادية في عام 2019، فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 95% من قيمتها، مما دفع المواطنين والتجار إلى الاعتماد على الذهب كأداة لحفظ المدخرات.
تذبذب أسعار الذهب عالميًا:
ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق العالمية نتيجة تراجع سعر الدولار عالميًا، والتوترات في منطقة الشرق الأوسط، مما أثر بشكل مباشر على السوق اللبناني.
غياب الثقة في النظام المصرفي:
بعد القيود الصارمة على السحب والتحويلات التي فرضتها المصارف اللبنانية، اتجهت شريحة كبيرة من المواطنين إلى شراء الذهب وتخزينه في منازلهم.
الطلب المرتفع على الذهب الخام:
يشهد السوق اللبناني زيادة ملحوظة في الطلب على شراء الذهب الخام سواء للاستثمار أو للزينة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بسبب قلة المعروض.
لطالما كان الذهب خيارًا استراتيجيًا للمستثمرين اللبنانيين، سواء في السوق المحلي أو في تعاملاتهم الخارجية.
يعتبر الذهب الملاذ الآمن في ظل الانهيارات المصرفية وفقدان الثقة بالليرة اللبنانية.
ومع وصول سعر الغرام الواحد من عيار 24 إلى 9,528,170 ليرة، يجد العديد من المستثمرين أنفسهم أمام خيارين: إما بيع الذهب لتحقيق أرباح قصيرة الأجل أو الاحتفاظ به ترقبًا لمزيد من الارتفاعات، خاصة مع الحديث عن إمكانية اندلاع أزمات إقليمية جديدة قد تؤثر على أسعار النفط والدولار.
في بلد تُقيد فيه حركة الدولار، وتُفرض فيه رقابة شديدة على الحسابات المصرفية، لم يعد هناك ملاذ آمن سوى الذهب.
استبدل الكثير من المواطنين حساباتهم البنكية بسبائك ومصوغات ذهبية، وأصبح اقتناء الذهب وسيلة شائعة للادخار.
يعتقد خبراء الاقتصاد أن أسعار الذهب في لبنان يوم الأربعاء ليست مجرد أرقام مالية، بل تعكس نبض السوق المحلي ومؤشرات الثقة في النظام الاقتصادي والنقدي.
كلما زادت معدلات الشراء، دل ذلك على انخفاض الثقة في العملة الوطنية، والعكس صحيح.
مع استمرار التوترات السياسية في الداخل اللبناني، وتباطؤ المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وعدم وضوح السياسات المالية، يتوقع مراقبون أن تستمر أسعار الذهب في لبنان بالارتفاع خلال الأشهر القادمة، ما لم تحدث انفراجة سياسية أو إصلاحات اقتصادية جذرية.
في ظل هذا المشهد الضبابي، يبقى الذهب هو الملك المتوج على عرش الأمان المالي في لبنان.
لذا، فإن متابعة أسعار الذهب في لبنان يوم الأربعاء لم تعد مقتصرة على التجار والمستثمرين، بل أصبحت موضوعًا يوميًا يهم كل أسرة لبنانية تسعى لحماية مدخراتها وضمان مستقبل أبنائها وسط عاصفة اقتصادية غير مسبوقة.