تواصل أسعار الذهب في مصر ارتفاعها اليوم 22 مايو خلال منتصف التعاملات، حيث تشهد سلسلة من القفزات منذ بداية الأسبوع، وزاد سعر الجرام الواحد بنحو 30 جنيهًا في مختلف الأعيرة، وسط حالة من الترقب بين المتعاملين في السوق المحلي، بينما تواصل الأسعار العالمية تحقيق مكاسب نتيجة التوترات الاقتصادية والسياسية المتزايدة.
بحسب بيانات موقع “إيجيبت جولد برايس”، سجل سعر الجرام من عيار 24 وهو الأعلى في مصر من حيث النقاء حوالي 5343 جنيهًا للبيع، مقابل 5297 جنيهًا للشراء، ويعتبر هذا العيار الأقل تداولًا بين المواطنين بسبب ارتفاع سعره مقارنة بباقي الأعيرة.
أما الجرام من عيار 21، الأكثر شعبية بين المصريين، فسجل 4675 جنيهًا للبيع، و4635 جنيهًا للشراء، وشهد هذا العيار زيادات متتالية خلال الأيام الماضية، مما دفع بعض التجار إلى التحذير من ضعف الإقبال على الشراء، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وعن عيار 18، فقد بلغ سعر الجرام 4007 جنيهات للبيع، و3973 جنيهًا للشراء، ويعتبر هذا العيار الخيار المفضل بين المقبلين على الزواج، خاصة في المناطق الشعبية، كونه الأقل تكلفة.
سجل الجنيه الذهب، الذي يزن حوالي 8 جرامات من عيار 21، نحو 37832 جنيهًا للبيع، و37272 جنيهًا للشراء، ويفضل البعض الاستثمار في الجنيهات الذهبية بدلاً من المشغولات، نظرًا لأنها لا تشمل “مصنعية” مرتفعة.
عالميًا، واصل المعدن الأصفر ارتفاعه، مدعومًا بحالة القلق من تصاعد الدين العام الأمريكي، وتراجع الإقبال على سندات الخزانة لأجل 20 عامًا، وسجل الذهب في المعاملات الفورية 3336.43 دولارًا للأوقية، مرتفعًا بنسبة 0.7%، فيما زادت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة مماثلة لتصل إلى 3337.60 دولارًا.
ويُرجح محللون استمرار الصعود، خاصة بعد فشل الذهب مؤخرًا في كسر مستوى 3200 دولار نزولًا، ووفقًا لما ذكره إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي في “تيستي لايف”، فإن المعدن الأصفر “يستأنف مساره التصاعدي” متوقعًا أن يدور السعر خلال هذا العام بين 3450 و3500 دولارًا للأوقية.
تعزز المخاوف بشأن مساعي ترامب لتمرير قانون لخفض الضرائب من توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، ويعد هذا السلوك نمطًا متكررًا في أوقات الأزمات، حيث يُنظر للذهب على أنه مخزن للقيمة.
كما ساهم ضعف الدولار في دعم الأسعار، إذ سجلت العملة الأمريكية أدنى مستوياتها في أسبوعين، مما جعل الذهب أرخص نسبيًا لحائزي العملات الأخرى.
إلى جانب المخاوف الاقتصادية، تدعم الأجواء الجيوسياسية صعود الذهب، خاصة مع إعلان وزير الخارجية العُماني عن جولة خامسة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران في 23 مايو، مما يعكس حالة من التوتر وعدم الاستقرار.
ارتفعت الفضة بنسبة 1% تقريبًا لتسجل 33.66 دولارًا للأوقية، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.4% ليصل إلى 1072.43 دولارًا، أما البلاديوم، فتراجع بنسبة 1.4% إلى 1023.50 دولارًا، مواصلًا خسائره الأخيرة.
يتوقف ذلك على عدة عوامل، من بينها تحركات الدولار، وأداء أسواق الأسهم، والتطورات الجيوسياسية، لكن حتى الآن، يظل الذهب محتفظًا بجاذبيته في السوق المحلي والعالمي، في وقت يفضل فيه كثير من المصريين الاحتفاظ بالمعدن الأصفر كوسيلة آمنة للتحويش، رغم الارتفاعات الكبيرة.