علّق نجاد البرعي، المحامي الحقوقي، وعضو مجلس أمناء الحوار الوطني، على الجدل الدائر حول إغلاق محلات “بلبن” عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، معتبرًا أن الحادثة تعكس أزمة عميقة في الثقة بين الحكومة والمواطنين.
وقال البرعي: “أنا لو من الحكومة، لازم أكون متأكد إن الثقة بيني وبين الناس بقت صفر”.
وأشار إلى أن قرار إغلاق محلات “بلبن” لم يكن قرارًا مصريًا فقط، بل سبقته دول مثل السعودية التي أغلقت نفس السلسلة بعد اكتشاف حالات تسمم غذائي، وكذلك المغرب.
وأضاف البرعي أن السلطات المصرية كثّفت حملاتها بعد هذه الوقائع، ووجدت مخالفات تتعلق بالصحة العامة وطريقة التصنيع والتراخيص، مما دفعها لإغلاق كل الفروع. لكنه لفت إلى أن المشكلة الأعمق ليست في المخالفات، بل في غياب الثقة بين المواطنين والحكومة.
وأوضح أن “الناس صدّقت إن الكيان ده اتظلم، رغم إن محدش يعرف هو طلع ازاي ولا بيجيب تمويله منين، ولا مدى صلاحية المنتجات اللي بيقدمها”.
وتابع: “الناس ممكن تصدق أي حاجة إلا اللي الحكومة بتقولها”.
وانتقد البرعي أداء المؤسسات الرقابية، مشيرًا إلى أن غياب الشفافية والعدالة في تطبيق القانون يجعل المواطنين لا يثقون في أن الحكومة حريصة على صحتهم أو أموالهم.
واختتم تصريحاته قائلًا: “لازم الحكومة تشوف حل، والبرلمان الجاي يكون برلمان بجد، ويجيب حكومة تشتغل لصالح الناس علشان الناس تصدقها وتساعدها بجد”.
وختم منشوره بـ “جمعة مباركة”، في إشارة إلى أن ما طرحه ليس مجرد رأي عابر، بل دعوة جادة لإصلاح العلاقة المتصدعة بين الدولة والمجتمع.
في سياق متصل، أكد عدد من المواطنين على منصات التواصل الاجتماعي أن إغلاق محلات “بلبن” أثار تساؤلات حول جودة وسلامة المنتجات الغذائية في البلاد بشكل عام. كما طالبوا بضرورة وضع آليات واضحة لضمان الرقابة الفعالة على القطاع الغذائي وتوفير المعلومات اللازمة للمستهلكين لتعزيز ثقتهم في المنتجات المطروحة.
كما دعا بعض الناشطين إلى ضرورة زيادة الشفافية في عمليات التفتيش والمراقبة، معتبرين أن ذلك سيساهم في تحسين صورة الحكومة واستعادة الثقة المفقودة بين الدولة والمواطنين.