شيّع منذ قليل جثمان الفنان الكوميدي الكبير سليمان عيد من المسجد الكبير بالمجمع الإسلامي بمدينة الشيخ زايد، وسط حالة من الحزن والصدمة التي خيمت على أسرته ومحبيه، بعد وفاته صباح اليوم إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة.
وقد انهارت زوجته لحظة وصول الجثمان إلى المسجد، فيما سيطر الذهول على نجله الذي بدا متأثرًا بشدة برحيل والده.
الفنان الراحل من مواليد 17 أكتوبر 1968، ونشأ في حي الكيت كات بمحافظة الجيزة. بدأ مشواره الفني في أواخر الثمانينيات، وانطلقت مسيرته بقوة بعد مشاركته في فيلم “الإرهاب والكباب” عام 1992 أمام الزعيم عادل إمام، والذي فتح له أبواب المشاركة في العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية الناجحة.
من أبرز أعماله: أفلام “طيور الظلام”، “النوم في العسل”، “همام في أمستردام”، إلى جانب عشرات المسلسلات والمسرحيات، حيث تجاوز رصيده الفني أكثر من 150 عملًا متنوعًا، استطاع من خلالها أن يترك بصمة مميزة كأحد أبرز وجوه الكوميديا في مصر.
جدير بالذكر أن آخر أعماله كان فيلم “فار بـ7 رواح” المعروض حاليًا في دور السينما، وهو من نوعية الأفلام الكوميدية ذات البطولة الجماعية، ويضم أكثر من 22 نجمًا من بينهم: أحمد فتحي، إدوارد، ندى موسى، ويزو، فرح الزاهد، محمد لطفي، وغيرهم. الفيلم من تأليف محمد فاروق شيبا وإخراج شادي علي.
رحل سليمان عيد، وترك خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا، وجمهورًا واسعًا أحبه لروحه الطيبة وأدواره المميزة التي ستظل محفورة في ذاكرة الفن المصري.
تأتي وفاة سليمان عيد لتضيف صفحة حزينة جديدة في تاريخ الفن الكوميدي المصري، حيث فقدت الساحة الفنية أحد أبرز نجومها الذين أضفوا لمسة من الفرح والبهجة على قلوب الملايين. كان عيد يمثل نموذجًا للفنان المخلص لعمله، الذي لم يتوانَ يومًا عن تقديم محتوى يليق بجمهوره، وتركه أثرًا لا يُنسى في قلوب عشاقه.
سيتذكره الجميع ليس فقط من خلال أعماله، ولكن أيضًا من خلال روحه المرحة وعلاقاته الطيبة مع زملائه في المجال، مما يعكس إنسانية الفنان الذي كانت حياته مليئة بالابتسامات والضحكات.