نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أقمار ستارلينك التابعة لإيلون ماسك.. تهديد متزايد لرؤيتنا للكون, اليوم
القاهرة ()- في السنوات الأخيرة، أحدثت مجموعة أقمار ستارلينك التابعة لإيلون ماسك، والتي أطلقتها شركته الفضائية سبيس إكس، ثورة في الوصول إلى الإنترنت للمناطق النائية في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، وفقا لتقرير ، يحذر عدد متزايد من العلماء من أن هذه الشبكة، التي تضم بالفعل أكثر من 7000 قمر صناعي ومن المقرر أن تتوسع بشكل كبير، تشكل تهديدًا كبيرًا للبحوث الفلكية، وخاصة في علم الفلك الراديوي والبحث عن حياة خارج كوكب الأرض.
تدور أقمار ستارلينك الصناعية حول الأرض على ارتفاع منخفض يبلغ حوالي 330 ميلاً، مما يجعلها مرئية للعين المجردة في بعض المناطق.
ومع توسع المجموعة، مع وجود خطط لما لا يقل عن 12000 قمر صناعي، يدق علماء الفلك ناقوس الخطر من أن الأقمار الصناعية قد لا تحجب رؤيتنا للكون فحسب، بل تتداخل أيضًا مع البحوث الحاسمة التي تهدف إلى فهم أصول الكون.
أقر اللورد ريس أوف لودلو، عالم الفلك الملكي، بالفوائد التي لا يمكن إنكارها لمشروع ستارلينك، وخاصة في توفير الوصول الحيوي إلى الإنترنت في مناطق الحرب والمناطق النائية، بما في ذلك أوكرانيا والمناطق المتضررة من الكوارث.
مع ذلك، أعرب أيضًا عن قلقه بشأن الصعوبة المتزايدة في مراقبة الكون بسبب الحجم الهائل للأقمار الصناعية.
وحذر من أن هذه الأقمار الصناعية قد تعيق قدرة علماء الفلك على اكتشاف الإشارات الخافتة من الأجرام السماوية البعيدة وربما حتى الحضارات الغريبة.
اقرأ أيضا..
يقع الاهتمام الأساسي للعديد من علماء الكون، بما في ذلك الدكتور إيلوي دي ليرا أسيدو من جامعة كامبريدج، في مجال علم الفلك الراديوي، على عكس التلسكوبات البصرية التي تعتمد على الضوء المرئي، تكتشف التلسكوبات الراديوية الموجات الراديوية المنبعثة من الأجسام البعيدة، غالبًا من الكون المبكر.
توفر هذه الموجات الراديوية، التي تنتقل عبر مساحات شاسعة من الفضاء لمليارات السنين، للعلماء معلومات لا تقدر بثمن حول أصول المجرات والثقوب السوداء وتكوين الكون نفسه.
ومع ذلك، كما يوضح الدكتور أسيدو، تصدر أقمار ستارلينك موجات راديو غير مقصودة من إلكترونياتها الموجودة على متنها، مما يخلق تداخلًا كبيرًا.
ويعطل هذا التداخل قدرة التلسكوبات الراديوية على اكتشاف الإشارات القديمة، وخاصة تلك التي تعود إلى سنوات الطفولة المبكرة للكون، بعد وقت قصير من الانفجار الكبير.
أشار الدكتور أسيدو إلى أن “مجموعات الأقمار الصناعية تصدر إشارات تتداخل مع الإشارات التي نحاول اكتشافها”، مسلطًا الضوء على التحدي الحاسم الذي يواجه علماء الفلك الذين يعملون على النظر إلى الوراء في الوقت المناسب.
وعلاوة على ذلك، يمكن أن تكون إشارات الارتباط الهابط من الأقمار الصناعية، والمخصصة للاتصال بالعملاء، أقوى بما يصل إلى تريليون مرة من الإشارات الراديوية الخافتة التي يكتشفها علماء الفلك عادةً.
كما يوضح روبرت ماسي من الجمعية الفلكية الملكية، فإن هذا التداخل “يُعمي” التلسكوبات الراديوية بشكل فعال، مما يجعل من المستحيل تقريبًا التقاط إشارات ضعيفة من مصادر كونية بعيدة.
لا تقتصر المشكلة على عدد قليل من الأقمار الصناعية المارقة ولكنها من المقرر أن تنمو بشكل كبير. توصلت دراسة حديثة إلى أن أحدث جيل من أقمار ستارلينك الصناعية يصدر موجات راديوية أكثر سطوعًا بنحو 32 مرة من تلك الموجودة في الإصدارات السابقة.
هذا التداخل الساطع يضاهي الفرق بين أضعف النجوم المرئية للعين المجردة وسطوع القمر المكتمل، مما يجعله تحديًا كبيرًا لعلماء الفلك.
يتوقع الخبراء أنه بحلول عام 2030، قد يكون هناك ما يصل إلى 100000 قمر صناعي في مدار أرضي منخفض، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
وقد يواجه مرصد الكيلومتر المربع (SKA)، وهو مرصد راديوي طموح بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني قيد الإنشاء في أستراليا وجنوب إفريقيا، تحديات كبيرة في عملياته المخطط لها، حيث ستكون الأقمار الصناعية في كثير من الأحيان في مجال رؤيته، مما يعرض فعاليته للخطر بشكل كبير.
بالإضافة إلى تأثيره على البحث الفلكي العام، يمكن أن يعيق تداخل ستارلينك الجهود المبذولة لاكتشاف الحياة خارج كوكب الأرض.
وتهدف العديد من مشاريع البحث إلى التقاط إشارات محتملة من التكنولوجيا الغريبة، وحتى الإشارات الخافتة من الحضارات البعيدة يمكن أن تغرقها الانبعاثات القوية من أقمار ستارلينك.
قاد سيس باسا، الباحث في المعهد الهولندي لعلم الفلك الراديوي، دراسة باستخدام تلسكوب لوفار الراديوي والتي أظهرت خطورة المشكلة، ووجد أن التداخل من أقمار ستارلينك أكثر سطوعًا بما يصل إلى 10 ملايين مرة من أضعف المصادر الفيزيائية الفلكية المرصودة.
مع إطلاق سبيس إكس ما يقرب من 40 قمرًا صناعيًا من الجيل الثاني كل أسبوع، من المتوقع أن يتفاقم الوضع، مما يجعل من الصعب بشكل متزايد إجراء نوع من أبحاث الفضاء العميق اللازمة للإجابة على الأسئلة الأساسية حول كوننا.
على الرغم من هذه المخاوف، هناك بعض الأمل في إمكانية إيجاد حلول من خلال التعاون بين سبيس إكس والمجتمع العلمي. ووفقًا للورد ريس، هناك بالفعل بعض التعاون بين ستارلينك وعلماء الفلك للحد من تأثير تداخل الأقمار الصناعية.
تشمل الاستراتيجيات المحتملة تعديلات البرامج للتخفيف من التأثيرات على البيانات، وإيقاف تشغيل إشارات التنزيل عبر الأقمار الصناعية مؤقتًا أثناء المرور فوق المراصد الراديوية الرئيسية، وتحسين حجب الأقمار الصناعية للحد من الانبعاثات غير المقصودة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى لوائح دولية أقوى بشأن انبعاثات الأقمار الصناعية لحماية علم الفلك البصري والراديو. حاليًا، لا توجد إرشادات دولية شاملة لحماية علم الفلك البصري، ولا توجد سوى حماية محدودة للترددات الراديوية المحددة المستخدمة لأغراض علمية.
مع استمرار ارتفاع عدد الأقمار الصناعية، من الأهمية بمكان أن تعمل سبيس إكس والشركات الأخرى ذات الخطط المماثلة بشكل وثيق مع المجتمع العلمي لتقليل التأثير على البحث الفلكي.
وقد تعهدت شركة سبيس إكس بالفعل بالتعاون مع المرصد الوطني لعلم الفلك الراديوي في الولايات المتحدة لتطوير تقنيات تسمح لأقمار ستارلينك بتجنب التدخل في التلسكوبات الراديوية.
ومع ذلك، يؤكد علماء مثل روبرت ماسي على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات أكثر إلحاحًا. وقال: “يجب على البشرية أن تتحرك الآن للحفاظ على نافذتنا إلى الفضاء. سيكون من العار الشديد أن نقطع أنفسنا عن غير قصد عن الإجابة على الأسئلة الكبيرة حقًا، مثل ما إذا كنا وحدنا في الكون وكيف بدأ الكون”.
في حين تقدم شبكة ستارلينك فوائد كبيرة من حيث الاتصال العالمي، وخاصة في المناطق النائية والمتضررة من الكوارث، فمن الواضح أن صعود هذه الأقمار الصناعية يمثل تحديات خطيرة لمستقبل البحث القائم على الفضاء. يجب إيجاد التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ العلمي قبل فوات الأوان للحفاظ على قدرة البشرية على استكشاف الكون.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط