نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جدل في مهرجان القاهرة بسبب الترويج لأفكار “الأفروسنتريك”, اليوم
يُعد فكر المركزية الأفريقية أو “الأفروسنتريك” من أكثر الأفكار المثيرة للجدل، والتي تسعى لإعادة تفسير الحضارة المصرية القديمة بالادعاء أن المصريين القدماء ينتمون بشكل كامل للأصل الأفريقي وليس المصري. هذه المزاعم تم نفيها من قبل العديد من الأدلة العلمية والتاريخية، ووُصفت بأنها محاولات لتزييف الحقائق وإعادة كتابة التاريخ.
المفاجأة جاءت عندما تم ذكر اسم “أنتا ديوب” خلال توزيع جوائز مسابقة “أفريقيا بلا فلتر” في مهرجان القاهرة السينمائي، وهو أحد أبرز الشخصيات التي روجت لفكر “الأفروسنتريك” وساهمت في انتشاره.
اقرأ أيضا:
خلال الحفل الختامي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وأثناء توزيع جوائز مسابقة “أفريقيا بلا فلتر”، أثارت الحائزة على الجائزة عن فيلم أفريقي جدلاً واسعًا بذكرها اسم “أنتا ديوب”، المعروف بتبنيه أفكار المركزية الأفريقية أو “الأفروسنتريك”.
في كلمتها، أشارت إلى أن الأفارقة هم أصل كل إنجاز علمي وثقافي وطبي في العالم، دون أن تواجه أي تعليق من الحضور على تصريحاتها.
هذا الخطاب أثار جدلاً كبيرًا خلال الساعات الماضية، خاصةً أن أفكار “الأفروسنتريك” تُعتبر هجومًا على الحضارة المصرية القديمة ومحاولة لتزييف تاريخها وإعادة تأطيره بما يتناسب مع رؤية تتجاهل الحقائق التاريخية والعلمية.
وهو كاتب أفريقي عبقري من السنغال، وُلد عام 1923 وتوفي في 1986. تلقى دراساته العليا في فرنسا، حيث تخصص في عدة علوم، أبرزها التاريخ والأنثروبولوجيا. كان ناشطًا سياسيًا بارزًا واهتم بحركات التحرير الأفريقية من الاستعمار.
بعد عودته إلى السنغال في عام 1960، أسس ثلاثة أحزاب سياسية معارضة للنظام السياسي القائم في بلاده. إلى جانب نشاطه السياسي، اشتهر بمساهماته الفكرية، حيث ركزت أعماله على إبراز الثقافة الأفريقية ودورها في الحضارة الإنسانية.
والذي ادعى أن المصريين القدماء كانوا زنوجًا، وأن حضارتهم يجب أن تُنسب إلى إرث “الجنس الأسمر”. وأكد أنه بدلاً من تصوير الأفارقة على أنهم مدينون حضاريًا، ينبغي أن يدركوا أنهم من أوائل مبتكري الحضارة الإنسانية، التي بلغت ذروتها لاحقًا في نموذج “الحضارة الغربية” المزدهرة اليوم.
في الفصل الأول من كتابه بعنوان “من أين جاء المصريون؟”، أشار ديوب إلى أنه إذا كانت أسس الحضارة المصرية تعود للجنس الأبيض، فيجب أن توجد شواهد واضحة تربط مصر القديمة بالعالم الغربي. وعلى عكس العلماء الغربيين الذين سعوا دون جدوى لإيجاد أدلة تربط الحضارة المصرية بالأصول الأوروبية، قدم ديوب ثمانية حجج لدعم أطروحته التي تزعم الأصل الأفريقي للحضارة المصرية.
وادعى ديوب وجود صلة بين مملكة مروي السودانية القديمة ومصر الفرعونية، مشيرًا إلى أن بلاد النوبة كانت أصل الحضارة المصرية. وأضاف أن مملكة النوبة كانت أقدم من مصر، وأن الحضارة انتقلت من الجنوب إلى الشمال. واستدل بأن الطقوس والممارسات الدينية المصرية كانت نوبية الأصل، وأن أقدم الأهرامات توجد في السودان.
كما زعم أن الكتابة النوبية كانت أكثر تطورًا من الكتابة المصرية، في محاولة لتعزيز فكرته بأن النوبة كانت المصدر الرئيسي للحضارة المصرية.
منظمة «الأفروسنتريك» تُعد حركة فكرية عالمية، ظهرت أساسًا في الولايات المتحدة بين الأفرو-أمريكيين، وامتد تأثيرها إلى الجاليات الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى في أوروبا، وكذلك بين الأقليات ذات الأصول الإفريقية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط
تأسست الحركة، المعروفة أيضًا باسم «المركزية الإفريقية»، على يد موليفي أسانتي، الناشط الأمريكي من أصول إفريقية، في ثمانينيات القرن الماضي. تهدف الحركة إلى:
تتبنى «الأفروسنتريك» عدة أفكار جدلية، منها:
أثارت «الأفروسنتريك» الكثير من الجدل، خاصة بسبب:
تظل الحركة موضوع نقاش كبير في الأوساط الأكاديمية والثقافية، حيث يُثني البعض على سعيها لإبراز الهوية الإفريقية، بينما ينتقدها آخرون بسبب منهجيتها وانتقائيتها في التعامل مع الحقائق التاريخية.
ما حدث في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُعد سقطة كبيرة لمهرجان بحجم هذا الكيان العريق، الذي لطالما كان رمزًا للثقافة والفن في مصر والعالم العربي. ذكر اسم شخصيات مثيرة للجدل، مثل “أنتا ديوب” المرتبطة بأفكار تُعرف بـ”الأفروسنتريك”، والتي تهدف إلى تزييف التاريخ المصري القديم، يُعد تجاوزًا غير مقبول، خاصة في حدث دولي يُفترض أن يعكس الهوية المصرية ويُعزز مكانتها الثقافية. تجاهل إدارة المهرجان لأي رد أو تعليق على تلك التصريحات يُثير تساؤلات حول الرقابة والتنظيم، وهو أمر لا يليق بمهرجان يُعد من الأعرق في المنطقة، ويُفترض أن يكون منصة للتنوير وليس لنشر أفكار تهدد الإرث الحضاري لمصر.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط